أكد رئيس جمعية "تضامن إيدز" السيد أحسن بوفنيسة في حديث خصّ به "الأمة العربية" عن واقع الإيدز في الجزائر أن عدد المصابين بداء السيدا في الجزائر سيتضاعف خلال السنوات القادمة ليزيد عن 300 حالة فأكثر مقارنة ب 150 حالة المسجلة سنة 2008. مضيفا أن النسبة الإصابة يتقاسمها الرجال والنساء بالتساوي، منبها بأن عدد مراكز الكشف عن الفيروس والتي تقوم بتحاليل سرية في ازدياد، حيث بلغت 60 مركز كشف تغطي كامل ولايات الوطن. وكشف السيد بوفنيسة ل"الأمة العربية" أن سبب ارتفاع عدد المصابين بداء الإيدز والمتوقعين السنوات القادمة بأن يتجاوزوا ال 300 حالة سنويا إلى ما هو أعلى راجع أساسا إلى ازدياد عدد مراكز الكشف والإقبال على التشخيص المبكر للفيروس والعمل الميداني الجواري الذي تقوم به الجمعيات المهتمة والوزارات الوصية الداعبة إلى ضرورة الكشف السري المجاني، حيث أوضح من ناحية تشخيصية لتاريخ الحالات أن عدد الحالات في السنوات الأولى لظهور الداء ببلادنا والذي كان يتراوح بين 25 إلى 40 حالة في سنواته الأولى، أخذ يرتفع في أواخر التسعينيات ما بين 80 إلى 90 حالة، بينما ارتفع في العشرية الأخيرة إلى ما يقارب 150 حالة. وأكد أن هذه الأرقام المتباينة والمتزايدة مردّها أن مراكز الكشف في السابق لم تكن متواجدة بهذا الشكل بل كانت محصورة على مستوى المستشفيات المرجعية والتي كانت أربع فقط على مستوى الوطن، ولكن مع ازديادها لتبلغ 11 حاليا، بالإضافة إلى 60 مركز كشف تغطي كل الولايات. ونبّه السيد بوفنيسة إلى أن فكرة تواجد مرض الإيدز في المدن الكبرى من ناحية وبائية يعتبر خطأ لأن من يتقدم للتحليل يأتون في الغالب من مناطق مختلفة ومن خارج المدن الكبرى طلبا للسرية عند التشخيص. وأضاف السيد بوفنسية أن أول حالة للإيدز وما تلاها كانت في حقيقة الأمر قادمة من خارج الوطن وعن طريق الدم الملوث ولكن العدد الذي يتكاثر اليوم أصبح متنقلا داخل الوطن وبين الجزائريين، كما أكد لنا بأن عدد المصابين عبر التراب الوطني والذين تقدرهم الإحصاءات الأخيرة يقارب 4 آلاف حالة إصابة يتساوى فيها عدد الذكور والاناث بنسبة 50 بالمئة لكل جنس، بأن 75 بالمئة منهم أصيبوا بالعدوى عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية، و10 بالمئة عن طريق غير معروف وعدم ذكر مصدر العدوى وهذا لأن مدة دخول الفيروس لجسم الإنسان وبداية ظهور الأعراض قد تكون من ثلاثة أشهر إلى ثمان سنوات. أما باقي المسببات والتي تكون عن طريق الأدوات الملوثة كالحقن أو طبيب الأسنان أو عند الحلاق فتتقاسم باقي النسبة وهي تعتبر قليلة، مؤكدا أن نقل الدم في الجزائر بالتبرع مراقب 100 بالمئة وتعتبر الجزائر دولة رائدة في هذا المجال. كما أشار رئيس جمعية "تضامن إيدز" إلى أن سبب بقاء هذا الداء "طابو" في كل المجتمعات العالمية وحتى عندنا بالجزائر هو ارتباطه لمدة كبيرة ولا يزال ب"السلوك الجنسي"، وحتى الإحصاءات الرسمية العالمية لانتقال الداء عبر الدول والقارات هو السلوك الجنسي غير المحمي بالإضافة إلى عدم معرفة الداء من المواطنين. وقال السيد بوفنيسة أحسن إن الجزائر تعتبر الأحسن في التكفل بمرضى الإيدز في الدول العربية حيث إنها أدخلت الدواء والذي كان أحادي سنة 1997 والذي كان يكلف الخزينة 100 مليون سنتيم للمريض الواحد لمدة 3 أشهر، أما الآن وبالانتقال للعلاج الثلاثي وتوفر الأدوية الجنيسة فقد خفضت نسبة التكاليف للمريض الواحد إلى 30 مليون سنتيم في 3 أشهر، وهو علاج متوفر بشكل كاف.