تعرض زوج من السياح الغربيين للاختطاف أمس، شرقي موريتانيا على الطريق الرابط بين مدينة لعيون جنوب شرق البلاد ومدينة كوبني الحدودية مع المالي، عندما كانا في رحلة إلى جنوب المالي، ويتعلق الأمر بكهل إيطالي ومرافقته ذات الأصول البوركينابية، الذين فقدا منذ مساء الجمعة. أكدت مصادر موريتانية مطلعة ل"النهار"؛ أن جماعة إرهابية مسلحة قامت أمس باختطاف سائحين أجنبيين، كانا في الطريق إلى مالي، ويتعلق الأمر حسب ذات المراجع؛ بكل من "إيكولا سيرجيو" من مواليد فيكاريمي بإيطاليا سنة 1944، ومرافقته كابولي سيلمان من مواليد 1970 بواقادوقو بوركينافاسو، وعثرت السلطات الأمنية الموريتانية على سيارة السائحين قرب قرية "امنيصرات"، الواقعة بالقرب من الحدود المالية، وكانت السيارة حسب المصادر التي أوردت الخبر ل"النهار"؛ قد تعرضت لإطلاق النار، حيث وجدت آثار طلقات نارية على هيكل السيارة وعجلاتها، وهو ما يؤكد فرضية الاختطاف من طرف جماعة إرهابية مسلحة التي قد تكون اعترضت سبيل السائحين الذين انطلقا من مدينة لعيون التي تبعد ب800 كلم جنوب شرق نواقشوط باتجاه مدينة كوبني المالية، وقال ضابط أمني رفيع لوكالة "الأخبار" المستقلة "، إن مسلحين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي"، كما قال أيضا الصحفي أحمد ولد سيد من ذات الوكالة أن السلطات الموريتانية الرسمية لم تؤكد الخبر. وفي السياق ذاته؛ كشفت مراجع "النهار" من نواقشوط، أن السلطات الموريتانية نشرت قوات أمنية مشتركة متكونة من الشرطة والدرك، التي باشرت عمليات تمشيط المكان بحثا عن آثار الخاطفين الذين يعتقد أن يكونوا على صلة مع ما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، التي تبنت منذ أسابيع اختطاف ثلاثة رعايا إسبان، كانوا على الطريق الواقع بين نواذيبو ونواكشوط. من جهة أخرى؛ يرى المتتبعين للشأن الأمني، أن التنظيم الإرهابي قد استغل الضعف الأمني الذي تعرفه الحدود الصحراوية بين المالي وموريتانيا لتنفيذ مخططات اختطاف السياح الغربيين، لمطالبة حكوماتها بدفع فدية مقابل إطلاق سراحهم، وجاء نقل هذه التجارة الإرهابية للتنظيم من الحدود الجزائرية المالية، بعد تطبيق مخطط أمني وعسكري محكم على الحدود الجزائرية المالية والليبية، وبعد تسجيل العديد من قضايا اختطاف السياح كانت آخرها اختطاف زوج من السياح النمساويين من تونس، والتسلل بهم إلى شمال مالي بمنطقة "كيغال"، ولم تفرج عنهم إلا بعد دفع فدية بوساطة مالية رسمية، وبهذا يكون تنظيم القاعدة بالمغرب قد تسلل لموريتانيا بصفة فعلية، على غرار الجزائر، المغرب، تونس وليبيا، حيث لم يسبق وأن سجلت مثل هذه الأعمال بموريتانيا، إلى غاية اختطاف السياح الإسبان، ويبدو أن التنظيم قد قرر العودة لأسلوب الاختطاف، بعد تجفيف مصادر التموين التقليدية المتعلقة بجماعات الإسناد والتهريب.