شدد كل من رئيس جمعية ''أصدقاء الأهقار'' سمدات الشيخ، بالإضافة إلى الخبير الإعلامي الأستاذ عمر بوسعدة، على ضرورة منح عناية أكثر بمناطق أقصى الجنوب بصفة عامة وولاية تمنراست بصفة خاصة فيما يتعلق بحقها في الإعلام، لاسيما وأنها تشكل أكثر من ربع مساحة القطر الجزائري، كما أشار كلاهما إلى أن هذا سيمنح أكثر من أي وقت دعما ومناعة أكثر لمنطقة ماتزال تقترن في صورنا بالفلكلور والتهريب فقط. ودعا رئيس جمعية الأهقار، الذي نزل في الجزائر العاصمة في إطار برنامج التبادل الثقافي بين كل من بلدية الأبيار وبلدية تمنراست الذي امتد ما بين 21 من الشهر الحالي وينتهي اليوم الخميس، إلى الاعتناء أكثر بمنطقة الأهقار والطاسيلي وغيرها من المناطق التي ستحول مداخيل ضخمة من العملة الصعبة للبلاد خارج البترول والغاز، باعتبارها تتمتع بأكبر متحف في الطبيعة في العالم. وأضاف المتحدث، أنه وإذا كانت الحضارة المصرية الفرعونية تفتخر بأنها الحضارة التي تنبع من تاريخ يتجاوز ال 10 آلاف سنة، أكد أننا نمتلك تاريخا يمتد إلى 2 مليون سنة، وتأسف لأنه مايزال لم يمنح الأهمية التي يستحقها، باعتبارها البوابة الحقيقية والمتنفس لأكثر من 40 دولة افريقية، ولكل من المالي والنيجر بالخصوص. وطالب، ممثل الرجال الزرق، السلطات وعلى رأسها الوزير عبد الرشيد بوكرزازة بضرورة مساعدة أبناء المنطقة في قضية استحداث مطبعة للصحف تضمن من خلالها لأبناء المنطقة الحق في الإعلام مثل غيرهم من أبناء الوطن، مشيرا إلى تلك المعاناة التي تتجاوز اليومين إلى 4 أيام لوصول الجرائد إلى عين قزام و''تام'' وعين امقل وغيرها من بلديات ولاية تمنراست. وإلى ذلك انصبت مداخلة الأستاذ بجامعة علوم الإعلام والاتصال-بالجزائر، عمر بوسعدة، بالإضافة للحديث الذي أدلى به ل'' الحوار'' على هامش اللقاء ما قبل الأخير للتظاهرة، على التأكيد بأن الإعلام الجزائري لم يرتق بعد لتناول القضايا العميقة في بعدها الحضاري والثقافي والسيسيولوجي، والذي تتميز به منطقة الجنوب بصفة عامة والأهقار بصفة خاصة ولذلك، يضيف محدثنا، فإن معظم التناولات الإعلامية لقضايا الجنوب ماتزال لم تدخل في عمق وجوهر هذه القضايا من جانبها الإحصائي أو الفكرية والتناول الإعلامي الاحترافي في تناولها لهذه المناطق. وبرغم اعتراف الأستاذ بوسعدة، بضرورة إبراز ذلك الوجه السياحي لهذه المنطقة، لكنه أكد أنه من الضروري التطرق لمواضيع التنمية وتجذر الحضارة والتاريخ والفعل الحضاري في هذه المناطق المهمة والتي تشهد حراكا هائلا. وتأسف المتحدث في الأخير، أن وسائل الإعلام الأجنبية قد أمكن لها التفوق على نظيرتها الوطنية في تناول الجهة إعلاميا سواء أنتروبولوجيا أو فكريا، وحتى أنه أكد أنهم يشغلونها أحيانا لأبعاد سياسية لمختلف التوجهات والقضايا التي تمسنا في الصميم.