يرفض المصريون لحد اليوم الاعتراف بخيبتهم الكبيرة على المستطيل الأخضر مثلما يرفضون الاعتراف بما اقترفوه حيال الفريق الوطني ومناصري ''الخضر'' في القاهرة والأدهى من كل هذا أنهم في كل مرة يطلون علينا من على فضائياتهم بوجوه كالحة وأعناق مشرئبة حاملين عبر تصريحاتهم الخائبة إصرارا قويا بلا إحراج أو خجل اتهامات للجزائر بأنها من أشعلت الفتنة، متجاهلين البتة بغباء كبير أن هذه التصريحات المتواصلة قد أوقعتهم في شر أعمالهم وأبانت تناقضاتهم في تعاملهم مع الأزمة وفضحت إدعاءاتهم الباطلة. فقد قال وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط ''إن الحكومة كانت تعلم بمؤامرة الجزائر على الجماهير المصرية قبل أن تقع أحداث الشغب في السودان''، ونحن بدورنا نسأله كيف كنت تعلم ذلك؟ أم أن ما اقترفته أيادي المصريين في القاهرة من اعتداءات على حافلة الفريق الوطني وعلى المناصرين أوحى لك أن ما حصل لن يمر على الجزائريين مرور الكرام. وأوضح أبو الغيط للتلفزيون المصري مساء أول أمس ''من يظن أننا لم نكن نعلم شيئا عن مؤامرة الجزائر واهم''، متابعا ''درسنا ثلاثة اقتراحات قبل المباراة، الأول إقامة اللقاء دون جمهور لكن رئيس وزراء الجزائر رفض، والثاني منع سفر جماهير من مصر، وكان هذا سيثير غضب المصريين''. وأضاف ''الاقتراح الثالث كان إرسال قوات خاصة من الجيش أو الشرطة بملابس مدنية لحماية الجماهير، لكننا خفنا من توتر الأجواء مع السودانيين''. وأردف ممثل الدبلوماسية المصرية ''لم نسجل على الجمهور الجزائري لا الضرب ولا القتل ولا جريح أدخل مستشفى السودان، وإنما سجلنا تفوها بالشتائم وعبر بجسمه تعبيرات سوقية''، وخلص بالقول ''هناك دولتان عربيتان كبيرتان في المنطقة هي مصر والسعودية''. الحقيقة أن تصريحات أبو الغيط على قناة المصرية جاءت أولا كرد فعل على تصريحات عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي أعلنها صراحة نهاية الأسبوع المنصرم أن الجزائر لن تعفو عن الذين حرقوا العلم الجزائري واعتدوا على كرامة الشهداء، وثانيا يكون وزير خارجية مصر قد أوقع بتصريحاته هذه كل الممثلين والقنوات الفضائية في شر أعمالهم، وتأكد أن ما كانت تدعيه من اعتداءات وقعت على مناصريهم في أم درمان من طرف الجزائريين هي إدعاءات باطلة وكاذبة مئة بالمئة، حينما قال وأقر أمام العلن بالصوت والصورة ''لم نسجل على الجمهور الجزائري لا الضرب ولا القتل، ولا جريح أدخل مستشفى السودان وإنما سجلنا تفوها بالشتائم وتعبيرات سوقية''.