اعترف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي بأن حزبه يتعرض لخيانة كبرى من طرف مناضليه، نظرا لأن ربع منتخبيه قد باعوا ذممهم خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، والتي قدم بشأنها الأفانا طعنين متعلقين بولايتي المدية وتلمسان، نظرا لحدوث تزوير على حد ما جاء على لسانه خلال الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس بمقر حزبه. وقال تواتي إن 500 منتخب من أصل ألفين سيعاقبون في محليات ,2012 ولن يترشحوا باسم الحزب بعد أن خانوه ولم يلتزموا باحترام تشكيلته السياسية، نافيا في الوقت ذاته أن يكون لذلك هزات ارتدادية على الجبهة الوطنية الجزائرية، بل هو مؤشر ايجابي على حد تعبيره، لأن الحزب سيتخلص من الذين يبيعون ضمائرهم وذممهم من أجل مصالح شخصية، حسب ما أضاف المتحدث ذاته الذي بيّن أن حزبه يسعى لتكريس ثقافة الاعتراف بالخطأ عندما يكون واقعا. وأضاف تواتي أن الخيانة التي لحقت بحزبه جعلت بعض مناضليه الذين ترشحوا لانتخابات 29 ديسمبر لا يصوتون حتى على أنفسهم، معتبرا أن ظاهرة بيع الذمم التي تفشت في الوسط السياسي الجزائري هي التي تقف وراء هذا الوضع. وعاد رئيس الأفانا في ندوته الصحفية إلى انتخابات مجلس الأمة، حيث ادعى أنها شهدت حالات ''تزوير مفضوحة '' في عدة ولايات، ما أدى إلى عدم استطاعة حزبه حصد أكثر من مقعدين فقط عن ولايتي تندوف وسعيدة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الحزب قد تقدم بطعنين إلى المجلس الدستوري الذي يكون قد فصل في الأمر ليلة أمس. وأبرز تواتي أن الطعنين يتعلقان بكل من ولايتي المدية وتلمسان اللتين فازا بهما ممثلين عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، رغم أنهما من المدانين قضائيا، حسبه، ليضيف أن حزبه لديه صورا وأشرطة فيديو حول تلقي رشاوي داخل سيارة أمام مقر المجلس الولائي للمدية يوم الاقتراع، داعيا في هذا الشأن المجلس الدستوري إلى ''إعادة عضوية ولاية المدية لمرشح الجبهة من جهة وإعادة العملية الانتخابية كلية بولاية تلمسان''.