كشفت مصادر مقربة من وزارة البريد وتكنولوجيات الإعالم والاتصال عن إقالة الرئيس المدير العام لبريد الجزائر غنية هوادرية من منصبها بشكل رسمي، وتسلم أمس الرئيس المدير العام الجديد محمد حمادي كامل الصلاحيات على رأس المجمع بعد تنصيبه الرسمي من قبل وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حمدي بصالح بمقر الوزارة، مع العلم أن محمد حمادي كان مدير عاما للمؤسسة لمنطقة الجزائر العاصمة وحسب المصدر ذاته فإن هوادرية لم تعلن عن قرار مغادرتها للمجمع إلا قبل ساعات من ذلك، خاصة وأنها صرحت الأربعاء الماضي بعدم معرفتها بوجود قرار يتعلق بالشخص الذي سيحل مكانها. يذكر أن المديرة العامة السابقة لمجمع بريد الجزائر تعرضت إلى ضغوط ثقيلة منذ بداية العام الجاري، تتناول أنباء متواصلة بشأن زعزعتها من منصبها وإنهاء مهامها، متهمين سير إدارتها عكس التيار، لذلك شنت المديرة حملة تطهير واسعة للقطاع لإثبات كفاءتها وشخصيتها القوية وحرصها على الارتقاء بالمؤسسة التي تشرف على إدارتها منذ العام .2003 وفي وقت سابق خلال إشرافه على إقالة كل من الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر ونظيره لموبيليس، ذكر وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السابق بوجمعة هيشور أن مديرة بريد الجزائر حاولت الاستقالة في عديد المرات لكن دون جدوى، إلا أنه وبعد أشهر قليلة من التوقعات الواردة، أعلن هيشور عن خبر اعتزام الآنسة هوادرية الإحالة على التقاعد، مشيرا آنذاك إلى ان قرار بقائها على رأس المجمع يعود لها، إما بإتمام اجراءات التقاعد أو التراجع عن الفكرة، ورغم كل ذلك إلا أنه بدا جليا أن هوادرية تسير بخطى ثابتة نحو تطهير القطاع واستبدال رؤوسا بأخرى أكثر شبابا وكفاءة وانضباطا، مدعمة ثقتها بنفسها بالإشادة بكفاءاتها التي تلقتها من قبل القاضي الأول للبلاد الرئيس بوتفليقة والثناء على مجهوداتها في سبيل ترقية قطاع البريد بالجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن هوادرية تعتبر أول مديرة عامة لمؤسسة عمومية بالجزائر، لقبها بعض الصحافيين بالمرأة الحديدية وقال آخرون إنها بمائة رجل، نصبت على رأس المجمع في سنة 2003 لتقود قاطرة الإصلاحات المطبقة على القطاع في ظل الانفتاح على الخارج، ويمثل بريد الجزائر واحدا من أهم المؤسسات الوطنية بالبلاد الذي يشغل أكثرمن 27 ألف عامل، وله فروع في كل نقاط القطر الوطني.