مازال بعض الجزائريين يحاولون إيهامنا أن ما قامت به وسائل الإعلام المصرية ومن خلالها النخب الإعلامية والثقافية والفنية والفكرية والسياسية، لا يمثل الرأي العام والشعب المصري... إلا أنني أخالفهم الرأي وأتصور أن تلك النخب التي يُفترضَ أن تتوفر على الحد الأدنى من الوعي والتبصر والقدرة على التفريق بين الغوغائية والنضج الفكري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسقط مثل هذه السقطات وأن تستلذ مثل هذه الشطحات. فهذا الروائي الكبير يوسف زيدان الفائز بإحدى أهم الجوائز الروائية يتحامل على شعب بأكمله وينعته بأنذل الأوصاف ويصدر في حقه أحكاما شمولية مطلقة يحير القاضي في إصدارها بحق مجرم فما بالك عندما يتعلق الأمر بوطن كالجزائر وشعب يصل عدد سكانه إلى أربعين مليون نسمة. صدقوني إنها صفة مصرية صرفة نتنة بامتياز تنسحب على الكل فلو كان صاحب نوبل حيا لفعل ما فعلوه ولن يتردد في فعل ذلك للحظة. إنكم وأنتم تطلعون على مقاله العفن المقسَّم إلى تسعة أجزاء تكتشفون بسهولة الكم الهائل من المغالطات والافتراءات التي يندى لها الجبين وتكتشفون أيضا مدى جهل صاحبها بالتاريخ والجغرافيا والفن والثقافة والتحضر. في المقطع الأول يتهم اللاعب الجزائري بلومي بفقء عين الطبيب المصري وقد ثبت أن بلومي بريء من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب **** وفي المقطع الثاني يقول عرفت أن الجزائر بلد يعتصره البؤس والحقيقة أن بؤس الجزائريين ثبت أنه أقل وأشرف من بؤس المصريين الغلابى الذين يملأون مسلسلاتكم ومقابركم بمظاهر الفقر والحاجة واليتم والجوع. *** إن حديثك عن غباء الطلبة الجزائيين يؤكد أننا نعرفكم ونعرف حجمكم منذ القدم حتى أن هؤلاء الطلبة عبروا لك عن تذمرهم لأنهم أرسلوا إلى مصر، حيث لن يستفيدوا شيئا ولن يكون حظهم كمن ذهبوا إلى فرنسا بالتأكيد وهل هناك مجال للمقارنة بين جامعة القاهرة وجامعة السربون يا رجل؟. *** إن قولك في المقطع الموالي من مقالك أن الطلبة خافوا منك لأنك آثرت فيهم الجبن المميز لسكان الصحاري يدعوني لنصحك بإعادة قراءة التاريخ والاطلاع على بطولات وشجاعة الجزائريين. ألا تعرف أن الجزائريين لا يخضعون مثلكم ألا تعرف التضحيات التي قدموها لأجل أن لا يخضعوا لأمثالك من المتكبرين ألا تعرف أن ثورتنا لا مثيل لها في التضحية عبر كل بقاع الوطن العربي، وأذكرك أيضا أن المناظر الطبيعية الساحلية الجبلية الرائعة التي تتوفر عليها الجزائر عبر مساحات شاسعة لا يتوفر منها واحد بالمائة في مصر المحروسة أم الدنيا في الهزائم والخذلان والانبطاح الم يعلموك أن الشعب الجزائري لا يعيش في الصحراء كما تعتقد وأنه يقطن السواحل والمرتفعات والجبال مثله مثل الأسود. ألا تعرف أن الجزائر يسقط فيها الثلج دائما وأن درجة الحرارة تصل إلى الصفر وتحت الصفر خلال الشتاء أعرف أنك كغيرك من المصريين تجهل ذلك ولولا خوفي عليك من عقاب الجزائريين لدعوتك إلى زيارة الجزائر لتصحيح معلوماتك. إنَّ حديثك عن الحكومة الجزائرية بتلك الأوصاف تجعلني دائما انظر لك على أنك جاهل وغبي وسأكتفي بأن أعلمك أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي له خمسة رؤساء أحياء يلتقون ويتبادلون الحديث في ما بينهم ولك أنت أن تتخلص للحظة من غبائك وتقرأ المعلومة بحياد ووعي. إن وصفك لنا بالمجرمين يا يوسف زيدان يؤكد حكمي بأنك وأمثالك من المصريين المغرورين المكابرين مرضى ومتخلفون ومنغلقون على أنفسكم إلى حد أنكم صدقتم أنكم أم الدنيا ولا نرى لكم في هذه الأمومة إلا مزيدا من التخلف والهزائم والانبطاح. أخيرا ولأنني أعرف انك جاهل سأطرح عليك هذا السؤال على اعتبار أنك روائي .... هل تعرف عنوان ومؤلف أول رواية مكتوبة في تاريخ الإنسانية مازالت محفوظة لحد الآن. عندما تجد الإجابة اعْلمْ أن ذاك الكاتب الجزائري هو ابن نفس المنطقة التي أنجبت عنتر يحي الذي قضى على أحلامكم في المونديال بأم درمان. وأخيرا أريد أن أقول لك إن الجزائريين لماَّ يسمعون نباحكم ويقرأون وقاحتكم يقولون الحمد لله انه لا توجد بيننا وبينهم حدود برية وأنا أؤكد لك ولهم وللمصريين انه لو كانت هناك حدود لما تجرأ كلب من هؤلاء الكلاب على النطق بنصف كلمة بحق الجزائر فاللعنة على الجغرافيا التي منحتكم الفرصة للتطاول على أسيادكم في الشهامة والبطولة والكبرياء