استنكرت الفنانة حورية محجوب التصرفات التي تصدر عن بعض التعاونيات المسرحية بسطيف والتي تستغل الفنانين وتنهب حقوقهم ومستحقاتهم المالية. كما تعرج حورية محجوب في هذا الحوار على أهم الأسباب التي أدت إلى تخلف الفن الجزائري وعدم وصوله إلى العالمية، وكذا المعتقدات السائدة في سطيف والتي ضيقت من حرية المرأة، وحالت دون مشاركتها في الحياة الثقافية والفنية، وأمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار. تحصلت مؤخرا على جائزة مهرجان الأغنية المحلية بسطيف. ما أهمية مثل هذه التظاهرات وما الذي يضيفه هذا الفوز لرصيدك الفني؟ المهرجانات التي تقام على المستوى المحلي هي بمثابة حافز للفنان خاصة الذين يعملون في الظل، اقصد الفنانين المهمشين. فالمهرجانات تشجعنا على العمل أكثر وأكثر، كما أنها تفرض علينا التخصص في طابع غنائي معين وكذا الارتقاء بالفن إلى العالمية . وهذا لن يتأتى حسب رأيي إلا بعصرنة مجال الغناء عن طريق إدخال آلات موسيقية جديدة على مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية . نفهم من قولك أن الإبقاء على الآلات الموسيقية القديمة سبب عدم وصول الأغنية السطايفية على غرار الطبوع الغنائية الجزائرية الأخرى إلى العالمية ؟ نعم وأؤكد على هذا الأمر.. فلو قمنا بإدخال آلات جديدة حينها فقط ستصل الأغنية السطايفية إلى العالمية وتحقيق نفس الانتشار الذي حققته أغنية الراي مثلا. كما أن شباب اليوم أدخلوا على هذا الطابع الغنائي المعروف لدى الجزائريين كلمات غير مهذبة، لا يستطيع الواحد منا الاستماع إليها حتى منفردا . كيف تنظر حورية إلى مشاركة المرأة السطايفية في الحياة الفنية خاصة في مجالات الغناء والمسرح والسينما مقارنة بالسابق؟ سأتحدث انطلاقا من تجربتي الخاصة. المرأة السطايفية غائبة عن المسرح وكذا الغناء، فالمرأة في منطقة الهضاب العليا مازالت تعاني من المعتقدات التي تفرضها المنطقة، ولهذا يجب أن تكون هناك توعية فنحن نلاحظ نفس العناصر القدامى في المسرح وفي الغناء. نقص وعي الأسرة تجاه مشاركة المرأة في الساحة الفنية يعود إلى طبيعة المجتمع السطايفي المحافظ. وكيف السبيل لتفعيل مشاركة المرأة السطايفية في مختلف مجالات الحياة الثقافية برأيك ؟ اعتقد ان الحل يكمن في تنظيم لقاءات فنية بحضور الطلبة الجامعيين، والتحسيس بأهمية الفن النبيل في الحياة. فأنا مثلا عندي صديقة تمتلك صوتا رائعا وتميل إلى تأدية الأغنية الأصيلة، لكن القيود التي يفرضها المجتمع، والخوف من أن تصبح منبوذة من طرف الجميع كان حائلا بينها وبين تحقيق حلمها والغناء على الخشبة. تعرف المسارح الجهوية على العموم نقصا في الحركية المسرحية فماذا عن المسرح السطايفي؟ هناك نقص كبير من ناحية الإنتاج، فبالمقارنة مع الماضي هذا العام شهد ركود ا فادحا. وما السبب في ذلك رغم أن الشائع هو أن الجهات المسؤولة بولاية سطيف تدعم جميع مجالات الثقافة؟ الأمر يبتعد كل البعد عن التمويل فكل الأعمال مدعومة انطلاقا من الوالي وصولا إلى مدير الثقافة. أين يكمن الخلل إذن؟ غياب الأعمال الجيدة.. فالأعمال المتوفرة بعيدة عن المستوى الحقيقي للفن سواء في مجالات الغناء أو المسرح أو السينما.