استطاعت جمعية الآفاق للخياطة المتواجدة بأدرار ومنذ نشأتها أن تضم إليها مجموعة كبيرة من الفتيات اللواتي لم يحالفهن الحظ في الدراسة، بإعطائهن الفرصة لإبراز مواهبهن في شتى أنواع الصناعات التقليدية تكون مهنا لهن يعتمدن عليها في المستقبل. تأسست جمعية الآفاق للخياطة بأدرار سنة 1994 تحت رئاسة السيدة ''بن خليفة أم الخير''، شعارها الأول الحفاظ على التراث الشعبي وتعليم الفتيات مختلف الصناعات التقليدية كالخياطة، الطرز، النسيج، الديكورات المنزلية وغيرها. الهدف منها فتح آفاق مستقبلية لهن والقضاء على البطالة. زيادة على هذا فتحت الجمعية جناحا لمحو الأمية سنة 2001 لتعليم الفتيات اللواتي لم يلتحقن بمقاعد الدراسة. الطرز، الخياطة، النسيج صناعات أبدعت فيها الفتيات الأدراريات لم تترك الفتيات الأدراريات مجالا إلا واكتسحته حيث نجحن في فن الطرز والخياطة النسيج بكل أنواعه. وحسب ''أم الخير'' رئيسة الجمعية فإن هذه الأخيرة تتكون من عدة أقسام ساعدت الفتيات على التركيز في عملهن وفي التعليم بفضل المعلمات اللواتي لم يبخلن على الفتيات بتقديم لهن دروس نظرية وتطبيقية وبفضل هذا الاهتمام، فقد عرفت الجمعية إقبالا منقطع النظير لنساء من مختلف الأعمار من اللواتي أبدين اهتماما بالغا بهته الفنون وتعلمها. ورغم أن أغلبيتهن أميات إلا أن الإرادة والاجتهاد وحب التعلم دفعهن للمثابرة والوصول إلى نتائج وإنجازات لاقت استحسان وإعجاب الكثيرين خاصة عندما القيام بمعارض وطنية ودولية ففي كل مرة تتحصل على جوائز تشجيعية ودعم مادي ومعنوي زيادة. على هذا تضيف نفس المتحدثة فقد بذلنا جهدنا في توفير الجو الملائم لهؤلاء النسوة اللائي يبحثن عن إثبات الذات وتخطي عالم الركود والروتين ليتعلمن حرفن تفيدهن في حياتهن المستقبلية. إعادة تصنيع الأشياء المستخدمة تفنن وحفاظ على البيئة إلى جانب كل هذا فقد كشفت السيدة بن خليفة أم الخير أن الجمعية تحرص على تعليم الفتيات المنخرطات لديها كيفية الاستفادة من أشياء تخلى عنها أصحابها، إما لأنه كسر جزء منها أو أنها لم تعد على الموضة، هنا تقوم المعلمات بإعطائهن هذه الأشياء كالمجسمات أو لوحات فنية، إناءات مزخرفة طاولات، علبة صغيرة وغيرها. وهنا يأتي دور الابداع والخيال والاجتهاد لدى الفتيات بمساعدة طبعا المدرسات وكذلك بفضل توفيرنا لهن الوسائل اللازمة ولو أن في أغلبهن وسائل بسيطة جدا لكن في الأخير تكون النتائج باهرة جدا وتلقى استحسان ويعاد بيعها في الأسواق فتعود بالفائدة على الجمعية لتطوير إمكانياتها، بالاضافة إلى هذا تقول رئيسة الجمعية نحن في منطقة نحاول الاستفادة من كل ثرواتها وبما أن أدرار تزخر بأشجار النخيل فإننا نقوم بتصنيع ديكورات منزلية كالكراسي الطاولات، الصالونات، الكراسي الهزازة، السداريات وغيرها من مستخلصات النخيل والقصب، وهي تحف رائعة أبدعت في صناعتها أنامل الفتيات المتواجدات لدينا كما لا يفوتني أن أثني على الانجازات الخزفية ذات زخرفات صحراوية من عمق أصالتنا وتراثنا كالبخارة الزريدة، كؤوس الشاي وغيرها التي لا تزال الفتاة الأدرارية تحافظ عليها كإرث ثقافي لا يجب أن يزول. محاربة الأمية من أولويات الجمعية زيادة على كل نشاطاتها وحرصا منها على الوقوف بجانب الفتيات اللواتي لم يسعفهن الحظ في مواصلة تعليمهن في المدارس، فقد خصصت الجمعية جناحا خاصا بتعليم الفتيات والنساء اللواتي لم يرتدن المدارس ويجهلن القراءة والكتابة. وفي هذا الخصوص تقول رئيسة الجمعية بن خليفة أم الخير ''لقد قمنا بافتتاح أقسام لمحو الأمية سنة 2001 نظرا لوجود نسبة كبيرة من الأميات في المنطقة نظرا لظروف كثيرة منعتهن من الالتحاق بمقاعد الدراسة فقد فمن بتشجيعهن على الالتحاق بالجمعية وتوفير لهن جميع الظروف للتعلم''. موضحة في ذات السياق أنها تشرف على تعليم ثلاثة أفواج تتضمن سيدات من مختلف الأعمار أحرص على تعليمهن القراءة والكتابة على مدار الأسبوع بمعدل ثلاثة مرات في الأسبوع، وقد لمست من خلال كل هذا إرادة قوية في التعلم إضافة إلى السرعة في الاستيعاب خاصة من قبل الكبيرات في السن اللواتي يجتهدن كثيرا بغية قراءة القرآن لوحدهن لكسب الأجر دون مساعدة الآخر.