مشاريع لا تحتاج إلى رأس مال كبير،بل فقط إلى الإيمان بالفكرة والمضي في تحقيقها، والأخذ بعين الاعتبار كل مقومات النجاح فيها، ومحاولة تخطي العقبات والوصول إلى نتيجة مرضية نحو الذات، ذلك حال مجموعة من النساء اللواتي أردن ربط الماضي بالحاضر ووجدن باب ''جمعية آفاق المرأة الجزائرية'' ملاذا لهن في تحقيق أملهن في إثبات الذات بعيدا عن مقاعد الدراسة ومدرجات الجامعة. أوضحت رئيسة جمعية آفاق المرأة الجزائرية السيدة''زهور بوقطاية'' في لقاء خصت به '' الحوار'' أن المرأة الجزائرية لا تكل ولا تمل على الرغم من ثقل المسؤولية التي أخذتها على عاتقها، لأنها تواصل عطائها إلى آخر رمق، '' وهو ما يكذب الفكرة السائدة في أن المرأة الجزائرية إذا تجاوزت سن الخمسين فقد انتهى مشوار عطاءاتها وهو ما فندته هذه النماذج من النساء المجتهدات ذوات الإرادة القوية . بالجمعية عشرة جدات يتعلمن كيفيات وأنواع الحلويات تقليدية نظرا لما تقدمه جمعية ''آفاق المرأة الجزائرية'' الواقعة في شارع ميسوني بالعاصمة من نشاطات مختلفة لفائدة المرأة والتي رفعت شعار '' الاهتمام بالمرأة الجزائرية ''، فقد عرفت هذه الجمعية إقبالا منقطع النظير لنساء من مختلف الأعمار من اللواتي أبدين اهتماما بالغا بعملية التكوين في مجال صناعة الحلويات، وما لحظناه ونحن نتجول في رواق الجمعية وجود كم هائل من السيدات تجاوزن سن الستين، ومن خلال الدردشة معهن أكدن لنا أن عملية التعلم لا تقاس بالسن، إنما بالإرادة والاجتهاد وحب العمل، حيث أن هذه الجمعية استطاعت توفير الجو الملائم لهؤلاء النسوة اللائي حققن نجاحا، وتخطين عالم الروتين والركود، ليتعلمن صنع الحلويات بأنواعها المختلفة بحب وإرادة. تحدٍ و تفانٍ في العمل سر نجاحهن أكدت - غنية ش - أم لطفلين منشطة في هذه الجمعية منذ انطلاقها عن مساهمتها الفعالة في عملية تعليمهن صناعة الحلويات، موضحة في ذات السياق أنها تشرف على أربعة أفواج تتضمن سيدات من مختلف الفئات العمرية تحرص على تلقينهن دروسا في فن صناعة الحلويات التقليدية على مدار الأسبوع، أي بمعدل مرتين في الأسبوع، والغريب في الأمر تقول غنية أن فئة الجدات لهن إرادة قوية في التعلم، ويتميزن بالسرعة في التعلم، وهو ما يعكس إرادة المرأة الجزائرية التي عودتنا بها في كل مناسبة ، مستشهدة بالسيدة '' فاطمة ل '' التي بلغت من العمر سبعين عاما، والتي نتيجة حبها الكبير لصناعة الحلويات، راحت تسترجع كل أصناف الحلويات التقليدية لتضيف لها لمسات عصرية على طريقتها الخاصة، و ذلك نتيجة للجهود التي تقدمها الجمعية.