مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: أفلام وثائقية فلسطينية تنقل تفاصيل حرب الإبادة في غزة    معرض وطني للألبسة التقليدية بقسنطينة    لضمان تغطية تأمينية ملائمة قطاع الفندقة.. توقيع اتفاقية تقنية بين صندوق التعاون الفلاحي وفيدرالية الفندقة والسياحة    قرار إبطال الاتفاقين التجاريين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب سيكون له أثر مهم على "الاجتهاد القضائي" للمحكمة    كرة القدم/كأس الكونفدرالية الإفريقية: اتحاد الجزائر يفتتح المنافسة أمام اورابا يونايتد (بوتسوانا)    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية.. الشروع في الضخ التدريجي لمادة البن بالسعر المسقف في أسواق الجملة    اللجنة العربية لنظم الدفع والتسوية تجتمع بالجزائر.. بحث سبل تعزيز التعاون بين المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية    اجتماع تنسيقي بوزارة الصحة لمتابعة الوضعية الصحية بالمناطق الحدودية    حمدان: معركة "طوفان الأقصى" مستمرة على خطى الثورة الجزائرية المباركة    الرئاسيات بتونس: فوز قيس سعيد بعهدة ثانية بنسبة 7ر90 بالمائة    قرار رئيس الجمهورية زيادة المنحة السياحية سيعطي أريحية للمواطنين الراغبين في السفر    سفير الصين بالجزائر يشيد بمستوى التعاون بين البلدين    سفير اليابان ينوه بمستوى العلاقات الممتازة بين الجزائر وبلاده    قالمة.. الشروع قريبا في إنجاز أكثر من 2000 وحدة سكنية جديدة بصيغة العمومي الإيجاري    النعامة.. إطلاق عملية لمكافحة التصحر على مساحة تفوق 230 هكتار    الرئيس النمساوي يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    اجتماع مكتبي غرفتي البرلمان وممثل الحكومة    غرداية.. 9 اتفاقيات تعاون لتدعيم فرص التكوين عن طريق التمهين    انطلاق البرنامج الوطني للتظاهرات الرياضية بالمدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة    محرز يخيّب الآمال    الانضمام لمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري    المجلس الشعبي عضو ملاحظ    هادف يثمّن مضمون اللقاء الدوري للرئيس مع الصحافة    كيف ستؤدي الحرب الحالية إلى هزيمة إسرائيل    انتشار فيديوهات تشجّع على زواج القصّر    صهاينة يقتحمون باحات الأقصى    وقفة تضامنية في ذكرى العدوان الصهيوني    سوناريم.. أول مختبر منجمي مُعتمد بالجزائر    لا زيادات في الضرائب    إجمالي ودائع الصيرفة الإسلامية لدى البنوك يفوق 794 مليار دج    فتح التسجيلات اليوم وإلى 12 ديسمبر 2024    ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بداية من نهار اليوم    خنشلة : فرقة مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية توقيف 04 أشخاص قاموا بتقليد أختام شركة    رفع منح.. السياحة والحج والطلبة داخل وخارج الوطن    مستغانم : الشرطة القضائية بأمن الولاية توقيف مدبر رئيسي للهجرة غير الشرعية    الاستلاب الثقافي والحضاري..!؟    مطالبة أطراف فرنسية مراجعة اتفاق 1968 هو مجرد "شعار سياسي"    الحوار الوطني الذي كان قد أعلن عنه سيكون نهاية 2025    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: عرض أعمال تروي قصص لتجارب إنسانية متعددة    بجاية: مشاركة 9 فرق أجنبية في الطبعة ال13 للمهرجان الدولي للمسرح    رئيس الجمهورية يأمر بمتابعة حثيثة للوضعية الوبائية في الولايات الحدودية بأقصى الجنوب    رئيس الجمهورية يأمر برفع قيمة المنحة السياحية ومنحتي الحج والطلبة    الجائزة الدولية الكبرى لانغولا: فوز أسامة عبد الله ميموني    خلال تصفيات "كان" 2025 : بيتكوفيتش يسعى لتحقيق 3 أهداف في مباراتي توغو    ما حقيقة توقيف إيمان خليف؟    افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    السيتي: محرز ساحر العرب    المنافسات الافريقية للأندية (عملية القرعة): الاندية الجزائرية تتعرف على منافسيها في مرحلة المجموعات غدا الاثنين    انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية في تونس    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى حميطوش ل ''الحوار'': ''الجالية الجزائرية ببريطانيا هي ثاني أكبر جالية أوروبيا في حاجة إلى
نشر في الحوار يوم 24 - 01 - 2010

منى حميطوش أول إمرأة بريطانية من أصول جزائرية وعربية تتبوأ منصب عضو منتخب في بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، في المجلس المحلي لبلدية إيزلينتقتون في عاصمة الضباب لندن عن أحد أهم الاحزاب في بريطانيا والعالم حزب العمال البريطاني .
غادرت الجزائر مع نهاية ثمانينات القرن الماضي بعد عملها في يومية الشعب ووكالة الانباء الجزائرية، حيث رافقت الرئيس الراحل هواري بومدين في العديد من المرات أثناء جولاته ، بالإضافة إلى هذا فهي ترأس جمعية البريطانيين من أصل جزائري ABC وفي هذه المقابلة الصحفية التي أجرتها معها ''الحوار'' التي سبق وأن التقتها في أول أيام عيد الأضحى المبارك في السفارة الجزائرية في لندن تعطي لهذه السيدة المنتخبة في أعرق النماذج البرلمانية في العالم رأيها في التجربة الجزائرية والبريطانية وأوجه الشبه والإختلاف بينهما فيما يخص علاقة الناخب والمنتخب، التجوال السياسي بين الاحزاب، إشكالية العزوف الانتخابي الذي تدعو من خلاله لضرورة دفع المواطنين للخروج من بيوتهم على طريقة GET OUT THE VOTES وهي الطريقة التي اعتمدها حزبها العريق بعد الحرب العالمية الثانية.
الحوار: السيدة منى حميطوش أنتم أول إمرأة عربية من أصل جزائري تتبوئين منصب عضو منتخب سياسي في المملكة المتحدة، جئتم للجزائر وقدمتم محاضرة لنواب الشعب والامة حول علاقة الناخب مع المنتخب ما تقييمكم لهذه الندوة؟
- السيدة: منى حميطوش: أعتقد أن هذه المحاضرة كانت جد إيجابية للجميع، وأدعو لضرورة العمل بها كسنة حميدة طوال السنة، وبودي اغتنام فرصة الرد على هذا السؤال بالدعوة إلى توسيع هذه المحاضرة لكي تشمل أعضاء المجالس الولائية والمحلية وأن لا يبقى الأمر مقتصرا على نواب الأمة والشعب وفقط. من جانب آخر كنت سعيدة بالاستماع إلى عدد كبير من الاساتذة الذين حاضروا أو تدخلوا من أجل الحديث على القوانين الجزائرية الخاصة بعمل النائب في دائرته الانتخابية وكل ما تعلق بالعملية الانتخابية بالاضافة إلى التطرق لإشكالية العزوف وجرى التساؤل أيضا عن سر غياب النواب أثناء الجلسات وهذا في نظري أمر يستحق دق ناقوس الخطر. وعلى العموم فالندوة كانت ممتازة ، لا سيما مع تدخل السيد وزير العلاقات مع البرلمان محمود خوذري الذي أثرى بتدخله في تحريك الكثير من النقاط التي أثرت هذه المحاضرة التي عنيت بعلاقة الناخب مع المنتخب. وبرأيي أن القوانين الجزائرية تبقى ممتازة من حيث الشكل لكن أعتقد أن الإشكال في التطبيق على الميدان. وفي هذا الصدد قمت بتقديم خلاصة تصوري للتجربة البريطانية وما تم الوصول إليه من هذه المرحلة من تطبيق الديمقراطية التي دفع من أجلها البريطانيون الكثير وهو تاريخ حافل ويمتد على أزيد من 1000سنة، كانت من أبرز محطاته اقتحام جماعة من البارونات للقصر الملكي من أجل وضع حد للملك لكي لا يقوم برفع الضرائب، ولتحويل هذه المسألة إلى البرلمان الذي أصبح يتصرف في تحديد وتحويل حجم الضرائب، ولهذا فقد دفع البريطانيون ثمنا كبيرا كما أسلفت لتطوير هذه الديمقراطية، ومع سنوات الستينات بدأ الاهتمام في بريطانيا بالديمقراطية المحلية، والذي رافق تطور الاهتمام بالدراسات الاكاديمية، ويمكن القول ضمن هذا الإطار أن أحد المظاهر التي عرفها الشعب البريطاني هو تزايد الاهتمام بمكانة المرأة، ومنحها الفرصة لصنع القرار والمشاركة في تطبيقه على كافة المستويات ولا سيما المحلي منه. وعندما عاد حزب العمال البريطاني في العام 1997 بعد 30 سنة من الغياب على الحكومة إهتم كثيرا بهذه القضية، ما أكسبه تعاطفا كبيرا من طرف المناضلين لا سيما الحركة النسوية والتي نجحت في رفع نسبة النساء في هذا الحزب. واليوم يملك حزب العمال البريطاني 98 نائبا من أصل 127 نائب، وفي اعتقادي أن هذا هو البارومتر الذي يمكن القياس به لمكانه المرأة في أي مجتمع.
كثر الحديث في الشارع السياسي الجزائري هذه الايام على مسألة التجوال السياسي الذي أحدث في الكثير من المرات أزمة وتوترا بين قيادات الأحزاب، ما رأيكم سيدتي في هذه المسألة؟
أعتقد أنه وخلافا لما يتصوره البعض في أن حدوث هذا الأمر هو بمثابة الجريمة السياسية، وهو شيء خاطىء لانه من حق أي عضو منتخب أن يؤمن بالقرارات التي يجب أن يقوم بتنفيذها، فمن غير الممكن أن يتبنى الانسان مبادىء ثم يقوم بعمل خلافها. وسأعطيك مثالا في هذه القضية في العام 2003 دخل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ورئيس حزبنا- حزب العمال الحرب أو غزو العراق بالأحرى مع صديقه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش، وهذا الامر دعانا للوقوف ضده، والخروج إلى الشارع من أجل الضغط ولذلك أعتقد أن المبادىء هي التي يجب أن تسمو في هذه المسألة. ويجب التفريق بين التجوال السياسي من أجل المناصب والسعي وراء الاموال، وبين انحراف القيادة على مبادئها لذلك أعتبر أن ظاهرة خروج عضو منتخب والانضمام إلى حزب آخر هو ظاهرة صحية، بالرغم من أن الثقة يصعب أن تمنح بسهولة لهذا الشخص مهما كانت الاسباب والقناعات عند الآخرين...
قلتم سيدتي أن من بين أبرز ما تعرضم إليه خلال محاضرتكم هو إشكالية العزوف ما هي قراءتكم السياسية لهذه الاشكالية؟
في الحقيقة المشاركة الانتخابية لا سيما البرلمانية بدأت في التراجع، ليس فقط في الجزائر فلقد غدت ظاهرة عالمية، رغم ما تسعى إليه الدول والاحزاب، واسمح لي أن أعطيك بعض الارقام في هذا السياق، ففي العام 1997 كانت المشاركة في البرلمان قياسية حيث بلغت 7,97 وتحصل حزب العمال على 71,3 لكن هذه النسب تقلصت إلى 4,59 في العام 2001 وفي 2005 كانت 4,51 وفي هذا العام بالضبط تحصل حزب العمال على 35٪ من الاصوات المعبر عنها، وأخذ 55٪ من المقاعد، فيما حصل المحافظون على 32 ٪ من الاصوات المعبر عنها وأخذو30٪ من المقاعد فيما حصل اللبيراليون الاحرار ععلى 22٪ من الاصوات المعبر عنها و10 مقاعد ويمكن تفسير مرد ذلك إلى أن عدم إهتمام الناخبين في بريطانيا خاصة يرجع أساسا إلى الحراك الاجتماعي، حيث كان في السابق إتجاه إيديولوجي يحرك الساحة بالاضافة لوضوح إتجاهات الاحزاب، وباعتقادي أن هذا الحراك الاجتماعي هو الذي أدى بالنفور من اليسار واليمين والاتجاه نحو الوسط، حيث لم نعد نفرق بين أفكار أحزاب اليمين واليسار فهذا حزب العمال هو الذي أمضى على ضرورة دفع الطلبة لمستحقات التسجيل وبهذا أسهم في عدم إكتراث الناس بالانتخابات وأصبح من الملاحظ عدم وجود إختلاف في البرامج، وعلى ذلك يجب الاقرار أن الحراك مستمر على المستوى المحلي البلدي أو ما يسمى بالديمقراطية المحلية وهو شكل مصغر لوست منستر فالبلدية شكل مصغر للحكومة، ويمكن أن تكون مشكلة من أي حزب سياسي يمكن أن يطبق برنامجه السياسي، وكما تعلم فلكل بلدية برنامج مسطر من طرف هذه الاحزاب، ويأتي المواطنون من أجل التصويت على هذه البرامج وبالنسبة لنا نحن في بلدية إنزلينڤتون الواقعة في العاصمة لندن والمشكلة من 48 عضوا 24 منهم ينتمون للبيراليين الاحرار و23عضوا ينتمون لحزب العمال ومقعد واحد لحزب الخضر. بالنسبة لبرنامجنا فهو برنامج قوي، واستطعنا في الآونة الاخيرة من تحويل عضو هام هو مسؤول المالية من حزب الاحرار، وأصبح عضوا مستقلا وصوت لصالحنا في مسألة الميزانية التي فزنا، بها حيث نجحنا في منح الفرصة للاطفال لاحد وجباتهم بالمجان بالنسبة لاقسام الابتدائي وفي دور الحضانة. كذلك الشأن بالنسبة للاطفال الاقل من 18 سنة والذين استفادوا من مجانية اللعب في المساحات الرياضية كالمسابح وغيرها، كذلك الامر بالنسبة للاشخاص الذين تجاوزا ال 65 سنة حيث يعاد إليهم مبلغ 1000جنيه استرليني من الضرائب المدفوعة. وعودة لقضية العزوف التي سألتم عنها وتم السؤال عنها في أكثر من مرة في تلك المحاضرة أعتقد بأن غياب ممثلي الشعب المنتخبين والذين لا نراهم إلا في مناسبة الانتخابات وبنفس الوتيرة هو شيء يدعو للخوف، فمن غير المعقول أن ممثلي الشعب والامة الذين لهم إلتزام مع الشعب لتطبيق البرامج ومراقبة الحكومة غائبون. ومن خلال متابعتي للشأن الجزائري أرى أن الوعاء الانتخابي تحرك مع كل أطياف المجتمع المدني للتصويت وبقوة في مراحل كثيرة، لكن أعتقد أن الإشكال يقع على عاتق النخبة التي تظهر أنها مهلهلة، فالجزائر اليوم والحمد لله استطاعت الخروج من الازمة بعدما كانت لا تستطيع دفع مستحقات باخرة من الحبوب وقد دب فيها الان الآلاف من المشاريع الانمائية واسترجعت استقرارها، ولذلك أعتقد أن المشكل يقع على عاتق الاحزاب التي لا تلعب دورها المتواصل. فلحساب أو تقييم قوة أي نموذج ديمقراطي ناجح من الضروري النظر إلى معايير أساسية، يتعلق الامر في أولها بالعملية الانتخابية المشاركة ثم عملية التمثيل والتطلع لحل وإبلاغ اهتمامات الناس، وفي المرتبة الثالثة نجد عملية صنع القرار ''التشاور'' وفي المرتبة الرابعة نجد المسائلة أو الرقابة من طرف المنتخبين على السلطة، ومن طرف السلطة الرابعة الذين من دورهم السؤال على ما أنجز أو ما تحقق في الميدان. وباعتقادي أن من دور أي نائب أو حزب سياسي العمل من أجل تحقيق هذه المسائل. وباعتقادي أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد طالب في عدة مرات بالوقوف على صناديق الاقتراع حتى تسليم المحاضر، وباعتقادي أن هذا هو دور الاحزاب السياسية، حيث يجب أن تتفق المعارضة في مسألة التجند لمثل هذه المواعيد.
لو سمحتي سيدتي هل من توضيح أكثر لمعنى تجند الاحزاب السياسية وفي رأيك ما هي الطرق المعتمدة لجلب الناخب نحو الصندوق من جديد أو كيف يمكن أن نعيد له الثقة بنظركم؟
بكل صراحة نحن أصبحنا نعتمد على إخراج الناس وبطرق الابواب عليهم في بيوتهم، وهذا مع أول ساعات النهار وهذه النظرية أو الاستراتيجية طبقها حزب العمال البريطاني لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية إسمها ''أخرجوا المصوتين'' GET OUT THE VOTTES وهي نظرية تستعمل في كل الدول اليوم من أجل حمل الناس على الانتخاب وأعتقد أن الاحزاب يجب أن تعيد خططها في هذا الاطار من خلال عمل تحسيسي لمناضليها، وكذا للتضامن خلال أداء منتخبيها، وتحسين أدائهم، فمن مهام هذا الاخير حضور الاجتماعات، بالاضافة إلى ضرورة أن يكون كل عضو منتسب إلى لجنة من اللجان، بالاضافة إلى النشاط ضمن الحركة الجمعوية الذي يعد ''الدينامو'' المحرك للحراك السياسي على المستوى المحلي، ومن أجل كسب مصداقية أكثر.
السيدة منى سبق وأن التقينا بنواب من الكونغرس الأمريكي ومجلس النواب الامريكي، والذين حضروا إلى الجزائر ضمن ورشة لتكوين نظرائهم الجزائريين وقد جرى التركيز على ضرورة استعمال النائب البرلماني لوسائل التكنولوجيا مع دائرته الانتخابية ماذا تضيفون في هذه النقطة؟
في الحقيقة التجربة الامريكية كانت ناجحة في هذه الحالة لا سيما مع باراك أوباما الذي كان أول من نجح في استعمالها، وحتى وإن كانت غير مستعملة كثيرا في أوروبا إلا أن ما يمكن قوله أنه حتى في الجزائر ما تزال هذه الوسائل غير مستعملة ما عدا عند الفئات الشبانية. وفي اعتقادي أنه بات من الضروري استعمال هذه الوسائل مادامت قادرة على منح الاضافة-لكن دعني أؤكد لك أن علاقة أي ناخب مع منتخب ما تزال تمر عبر الوسائل التقليدية حيث يمكن أن يلتقي الطرفان أو الاطراف مع المنتخب للاستماع إليه وجها لوجه. وبالنسبة إلينا في بريطانيا فكل البرلمانيين وعدد اللجان والاجتماعات موجودة كلها على الموقع الالكتروني، وكل يوم أربعاء هناك الأسئلة الموجهة للوزير الاول، وبعد الاجتماع مباشرة الكل يذهب للموقع، ويمكن أن يرى ردود النواب وأعتقد أن هذا يجب تعميمه على كل مجلس منتخب، بالاضافة لضرورة توفر النائب على جهاز كمبيوتر شخصي ويجب توفير الوسائل من الانترنت سريع التدفق للتواصل مع الآخرين، وباعتقادي أن النواب بحاجة لرسكلة في هذا المجال. وفي هذا الاطار يمكن أن أضرب مثلا، فمنذ انتخابي في 4 / 5/ 2006 تلقيت أكثر من 950 رسالة شكوى موجهة للادارة من طرف المواطنين، واعتقد أن السلطة مستمدة من الشعب وقيمة الشعب هي قيمة روحية والادارة تسمع لك لانك المسؤول عن الدائرة الانتخابية.
نود الانتقال الآن للسؤال عن حال ووضع الجالية الجزائرية في بريطانيا وايرلندا الشمالية كيف يمكن تقييم أوضاعها هل هي نحو الأحسن أم إلى الأسوء؟
في الحقيقة وضع الجالية الجزائرية هو انعكاس للحراك الذي وقع في الجزائر فقد وصلت أعداد لابأس بها إلى بريطانيا مع بداية الأزمة التي ضربت الجزائر، وعددها اليوم يقارب حوالي ال 25 ألف جزائري من بينهم 1500 إلى 1600 فرد يعتبرون من بين أكبر الاساتذة الذين يسمهون في شتى مناحي الحياة في بريطانيا ويدعمون التقدم الصناعي في مختلف أرجاء المملكة المتحدة. وهناك مواطنون آخرون وضعهم وإمكانياتهم تبقى محدودة ومتواضعة ومستواهم الثقافي ليس عاليا وجلهم من الشباب الذي ولد قبيل الازمة، وهؤلاء يحتاجون اليوم لمن يرعاهم لان أي سلوك سيء سينعكس ليس فقط عليهم، ولكن فيه مساس بقيمة الجزائر والامة والتاريخ الجزائري الذي يعود إلى قرون قبل المسيح. وللاسف فالبعض ما تزال لديه صور فقط عن صور الارهاب، وما يؤسف له أن هناك أنباء من الجيل الاول والجيل الثاني ينمون في غياب التاريخ والصلة مع بلدهم، ولابد على المسؤولين في الجزائر أن يضعوا خطة للاسهام في رعاية هؤلاء الذين كان لهم دور إسعاد كل الجزائريين وهذا ما أثبته لاعبوا الفريق الوطني لكرة القدم الذي تأهل إلى كأس العالم. ولقد كان من الموسف رؤية تلك المشاهد التي وقعت في BLACK STON حيث أنقضت الشرطة البريطانية على الشباب الجزائري في تلك المنطقة، وقد احتججنا على تعنيف الشرطة لهم وقد ذكرتهم أن ما قاموا به هو تصرف لا يبعد على ما اقترفه الاستعمار الفرنسي، نحن الوحيدين الذين لا يؤويهم سقف، وقد دعونا الوزير الدكتور جمال ولد عباس لزيارتنا من أجل معاينة ذلك- هي تتكلم كرئيسة لجمعية abc- وعليك أن تعرف أن لا أحد يقول عنك أنك بريطاني فنحن رغم كل شيء نبقى جزائريين وندخل لهذه البلاد بجواز السفر الجزائري، ونحن لا نريد أن لا نكون إلا كذلك، وبريطانيا فتحت لنا أبوابها وهي فعلا بلد للفرص، ولكن بودنا أن نسهم في مد الجسور مع بلدنا الاصلي لاستثمار هذه الفرص.
نعلم أنكم ترأسون جمعية abc للبريطانين من أصل جزائري متى تأسست هذه الجمعية وكيف تقيمون أدائها؟
الجمعية تأسست في العام 1999 وبدأت نشاطها في العام 2000 فقد بدأت نشاطي السياسي ضمن الحركة الجمعوية في أول سنوات ال 90 حيث أردت المساعدة وبذلت جهدا، وكنت أثناء الدراسة حيث كانت الجزائر تعاني الامرين في تلك المرحلة، وكانت الفتاوى تخرج من أفواه من لا علاقة لهم بالدين بقتل أطفال الجزائر فقد سمعت ذلك في مسجدFENS BERY PARK وهناك عملت ما في وسعي للوقوف ضد تلك الهجمات. وكنا نأسف أيضا أن هناك من لايفرق بين الجزائر ونيجيريا ALGERIA AND NEGERIA . وكما قلت فقد بدأت النشاط الاساسي في 01 أفريل 2000 بفتح قسم لتدريس اللغة العربية بالاضافة إلى قسم لتدريس الموسيقى الكلاسيكية والشعبية علاوة على ذلك فكان لدينا احتفالات نخلدها في كل الاعياد الوطنية والدينية زيادة على ذلك فهناك برامج ودروس خاصة للاطفال، وجمعيتنا اليوم مسجلة في CHARITY COMMISSION المكلفة بالجمعيات حيث يمكن الاطلاع عليها عبر الموقع الالكتروني وقد تحصلنا على مقر في ناحية KING CROSSكانت وضعيتة جد مزرية وبعد سنوات قمت شخصيا بتجهيزه بأموالي الخاصة، لكي يكون واجهة ثقافية للجزائر، ونتمنى من السلطات الجزائرية مساعدتنا في هذا المجال، ومن أجل عدم غلقه مرة أخرى، ولكي يكون محطة لتجمع الجالية الجزائرية فمن غير المعقول أن تكون ثاني جالية للجزائر في أوروبا بعد فرنسا لا يأويها سقف.
أظهرتم تعاطفا مع عدد من القضايا الدولية حيث سمعنا أنكم اختلفتم مع رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير في غزو العراق، ومن جانب آخر نجد لكم مواقفا من قضية الصحراء الغربية حيث استقبلتم وفدا صحراويا في العام 2007 ماذا تقولون في هذا الاطار؟
بالنسبة لنا فقضية الصحراء الغربية مفروغ منها على أنها قضية تصفية استعمار مثلها مثل القضية الفلسطينية، وبالنسبة للسياسيين البريطانيين فهم يعرفون القضية، لكن للاسف فحراك القضية ليس له أثر، نتيجة نقص امكانات الطرف الصحراوي هنا وقد عملت جمعية أروبية فيها أعضاء من أصل عربي تظاهرة ثقافية بحكم إهتمامها بكل الثقافات، وقد دعوا أعضاء من المجتمع المدني الصحراوي وقد جرى تحسيس الشعب والمسؤولين البريطانيين بالقضية وباعتقادي أن الشعب البريطاني يهتز ويتعاطف مع كل القضايا الانسانية ويجب استثمار ذلك، فهناك العديد فيمن يرغبون في تأسيس جمعيات في هذا السياق، من أجل تنظيم ورشات وأخذ هذه الافكار وإيصالها للمواطنين، ومن الضروري التأكيد أن القضية يجب أن تخرج من الملتقيات ومكاتب البرلمان ويجب أن تنزل إلى الجماهير، وهذه هي مهمتنا ونحن نسعى بكل ما لدينا من إمكانات برفقة ممثل الصحرايين هنا للدفع بهذه القضية إلى الامام. لا سيما وأنني عملت في هذا الاتجاه مع أحد رؤساء الجمعيات الافريقية البريطانية من أجل القيام بعمل مشترك في هذا الاطار، وقد أسسنا جمعية إسمها AFRICA COMMUNITY لجمع شمل الافارقة في هذا الاطار .
رغم أن الرياضة هي التي تصنع الحدث والصفحات الأولى على صدر الجرائد إلا أننا تركنا ها في الأخير، كيف عشتم نشوة الانتصار في عاصمة الضباب وكافة أراضي المملكة المتحدة؟
في هذا المقام أتمنى أن تنقلوا بأمانة شكرنا الاول بإسم الجمعية لرئيس الجمهورية والسيد محمد روراوة والسيد رابح سعدان وكل اللاعبين الذي أبلوا بلاء حسنا في تلك المقابلة الخارقة للعادة في السودان، وكذلك أعود للثناء على ذلك الموقف الرائع في مساعدة هذا الفريق الشاب وتسخير كل الامكانيات أمامه، ولا تتصور ذلك الاعتزاز الذي مس الجالية الجزائرية في بريطانيا لقد شلت الحركة في أكبر ساحات العاصمة البريطانية لندن التي إمتلأت بالجزائريين والجزائريات إنه منظر لا يمكن وصفه، فقبل هذا كان لا يتواجد سوى أعداد صغيرة من الجزائريين حيث أمكن هؤلاء اليوم من غلق ساحة TRAVEL GARE SQUAIRE في يوم 18 / 11 / 2009 المشهود حيث إرتفعت الرايات الوطنية واسمح لي أن أقول بأنني عايشت حدث الاستقلال وأنا صغيرة السن عام 1962 لكن أعتقد أن ذلك اليوم لا يقل شأنا ولا يمكن نسيانه فمن هناك لشارع أدجوروود وغيره من شوارع المملكة مناظر كانت لا تنسى، وستبقى محفورة للأبد في الذاكرة وبهذه المناسبة نشكر كل الشعب الجزائري الذي هب في فرحة موحدة.
سمعنا بأنكم عقب ذلك قمتم بإنشاء جمعية رياضية للجزائريين المقيمين في المملكة المتحدة، هل هناك رغبة للعمل على استقدام لاعبين لفائدة المنتخب الوطني؟
نعم هذا صحيح، فقد أسسنا جمعية رياضية اسمها الخضراء - أقصى تبركا بلون العلم الوطني واسم المسجد الاقصى، ونتمنى أن تلقى هذه الجمعية الدعم من طرف السلطات الجزائرية من أجل مناصرة الفريق الوطني ومن خلال دعم الثقافة الجزائرية، وباعتقادي أنه بات من الضروري الاهتمام بالطاقات الجزائرية الموجودة في الخارج وعلى رأسها منطقة أوروبا وفي هذا الصدد لا يفوتني التنويه بالعمل الذي يقوم به سعادة السفير الجزائري في بريطانيا وايرلندا الشمالية الاخ محمد الصالح دمبري، الذي يعمل جاهدا من أجل إرجاع صورة الجزائر لسابق عهدها وأحسن، ونتمنى أن نتكاتف سويا من أجل مصلحة البلاد في هذا الاطار.
السيدة منى حميطوش في آخر المطاف بدأت صحافية يومية الشعب ثم في وكالة الأنباء الجزائرية ورافقت الرئيس الراحل هواري بومدين، كيف تركت الصحافة الجزائرية وكيف وجدتها اليوم؟
في الحقيقة أنت ترجعني إلى 30 سنة مضت وأكثر كانت أياما طيبة، ما أزال أحتفظ فيها بذكريات طيبة مع وجوه أصبحت تصنع الحدث السياسي والاعلامي اليوم، ومنها من رحل إلى جوار ربه، ندعو لهم جميعا بالرحمة والمغفرة إن شاء الله .وتعليقي الشخصي على حال الصحافة الجزائرية، فأنا أعتقد أن ثمة أقلاما شابة ناشئة وملتزمة، لكن أعتقد بأنه على عاتقها دور كبير، وهي مسؤولية إجتماعية يجب التقيد بها، نظرا لما لها من دور تعبوي، وأعتقد بأن دوركم لا يختلف عن دور المنتخب ويجب الكتابة كما أسلفت عن غياب كل منتخب ليشعر بمسؤولياته تجاه من منحوه أصواتهم لأجل الدفاع عنها وعن آآمالهم في التغيير، وباعتقادي أن هذا هو دور السلطة الرابعة.
في الاخيربماذا تودين أن تنهي هذه المقابلة؟
لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل للاخ السفير محمد الصالح دمبري على المجهودات التي قدمها لنا لا سيما نصائحه وآراؤه التي لم يبخل بها يوما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.