أكد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أهمية تثمين العمل الجواري وتوثيق العلاقة بين المجلس والحركة الجمعوية لترقية استعمال اللغة العربية في الوسط الاجتماعي وفي المحيط الجواري. وقال ولد خليفة في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال جلسة اليوم الدراسي حول ''أهمية العمل الجواري في ترقية اللغة العربية''، أول أمس، بثانوية حسيبة بن بوعلى بالجزائر بالعاصمة إن المجتمع المدني شريك مهم وامتداد ميداني لنشاطاته بالنظر إلى مساهماته الفعالة في الفعاليات المخصصة للغة العربية التي ستنطلق في الأول من مارس القادم كما أقرت ذلك الجامعة العربية ومنظمتها للتربية والثقافة والعلوم. وفي سياق مماثل كشف رئيس المجلس عن سعي هيئته لتنظيم لقاء خاصا حول موضوع '' العربية بين التهجين والتهذيب'' يحضره خبراء ومختصون من مختلف الدول في شهر فيفري القادم لتشخيص أسباب ظاهرة التلوث اللغوي المتزايد والسبل الكفيلة بعلاجها، مذكرا في هذا الإطار بالمرتبة التي تبوأتها العربية في مجالات عدة فكانت - كما قال - ''مع الإسلام الوقود الذي غذى المقاومة الشعبية ومن ثم الحركة الوطنية بإنشاء الزوايا والنوادي والجمعيات من أجل الحرية والاستقلال. وفي مداخلة الكاتب عمر ازراج تحت عنوان ''المجتمع المدني: المفهوم النظرية والشروط ''، توقف المحاضر عند أبرز النقاط الخاصة بتحديد مفهوم المجتمع المدني في الفكر السياسي الحديث والمعاصر ومحاولة إبراز شروط قيامه ومعالم حيويته ووظائفه. كما قدم مقاربة نقدية لما يدعى بنموذج المجتمعات اللبرالية الغربية المتعددة الثقافات والقوميات ومناقشة بعض الطروحات لبعض المثقفين والمفكيرن الجزائريين والعرب أمثال مالك بن نبي ومصطفى الاشرف والعروي والجابري وسمير أمين والياس فرح وبرهان غليون، فيما يخص مصطلح المجتمع المدني أوالجمعوي. من جانبه أوضح الدكتور صالح بلعيد في مداخلته حول ''الجمعيات المدنية ودورها في تعزيز الانتماء اللغوي'' أهمية المجتمع المدني الذي قال بشانه إنه يحتاج إلى تأطير وتوعية لغوية. وقال المحاضر إن ترقية اللغة العربية تستلزم سن التشريعات وإصدار القوانين التي تنظم علاقة المواطنين بمختلف المؤسسات ذلك أن ترقية اللغة أوسن التشريعات أمران متلازمان ولانجاح لتلك الترقية بدونهما. للتذكير، فقد كرم المجلس الأعلى للغة العربية بالمناسبة المجاهد أبوالقاسم عبد اللاوي أحد الشخصيات التارخية اعترافا بمساهماته ونضاله أثناء الثورة التحريرية وبعدها في الحركة الجمعوية وفي التربية والتعليم ودوره في تاطير حزب جبهة التحرير الوطني.