قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه سيتشاور مع الدول العربية حول المقترح الأميركي القاضي بإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، مؤكدا على ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها مع الحكومة الإسرائيلية السابقة. ونفى عباس تعرضه لأي ضغوط من الدول العربية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في الظروف الراهنة، وكشف عباس النقاب عن إنجاز الجانبيْن في فترة ولاية حكومة إيهود أولمرت تفاصيل اتفاق أمني يبدأ تطبيقه في اليوم التالي لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ضرورة إلزام المجتمع الدولي إسرائيل بوقف أعمال البناء في المستوطنات وشرقي القدس للتوصل إلى تسوية سياسية. وجاءت أقواله خلال لقاءات ثنائية عقدها على هامش أعمال الدورة السادسة عشرة للجنة الوزراية للاتحاد الإفريقي في أثيوبيا مع عدد من نظرائه الإفريقيين. ومن جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن مسيرة المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين مازالت متعثرة إلى حد كبير. وقال عبد ربه إن إسرائيل ''مازالت متعنتة وتتمسك بموقف سياسي لايزال على حاله مع الإصرار على الاستمرار في سياسة التوسع والاستيطان''. وقال ''إن إسرائيل تنفذ كل يوم مشاريع استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية وهو الأمر الذي بات يشكل العقبة الأكبر أمام المسيرة السلمية''. وأضاف ''أننا نواصل العمل من أجل أن تكون هناك انطلاقة جديدة في عملية السلام'' مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي يريد تكثيف جهوده بين الطرفين مطالبا إياه بأن يعمل من اجل ''إغلاق المساحة الشاسعة التي تفصل بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي''. واعتبر أن الموقف الإسرائيلي لا علاقة له بالمرجعية الخاصة بعملية السلام ولا بالشرعية الدولية وإنما هو موقف يشدد على التمسك باستمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني ورفض الاعتراف بالحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية. وحذر من أن ''استمرار الوضع الحالي في الموقف الإسرائيلي سوف يجعل الفشل نتيجة لأية مفاوضات مباشرة مع إسرائيل''، مشددا على الحاجة إلى مفاوضات جدية وليست شكلية. وأوضح عبد ربه أن برنامج السلطة في ضوء جمود عملية السلام يهدف إلى استكمال بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة، مؤكدا في ذات الوقت رفضه الشديد لإصرار إسرائيل على اعتراف الفلسطينيين ''بيهودية الدولة''.