احتج عدد من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وبعض موظفي قطاع التعليم على قرار إلغاء التقاعد المبكر الذي لوحت به الحكومة في الأيام الماضية، وقد دافع هؤلاء عن حقهم في الخلود الى الراحة بعد مدة طويلة من العمل، وهو حق مكتسب لا يجب التفريط فيه خاصة لمن يعانون من ضغوط مختلفة وأصحاب الأمراض المزمنة. عبّر العديد من الموظفين عن قلقهم بشأن رغبة الحكومة في التراجع عن مكسب التقاعد المسبق، بالأخص بالنسبة للذين يتعرضون لأزمات مرضية والمصابين بأمراض مزمنة وكذا المستخدمين في قطاع التربية ممن تنتابهم حالات عصبية نتيجة الإرهاق المهني، والعاملين في شبابيك البريد الذين يضطرون للتعامل مباشرة مع المواطنين ومشاكلهم اليومية التي لا تنتهي. حيث سمح التقاعد المسبق، خلال السنوات الأخيرة، لجميع العمال بحق إنهاء عقد العمل، بداية من 20 سنة للرجل و15 سنة للمرأة مقابل الاستفادة من معاش يحتسب بنسبة تعادل سنوات الخدمة مقارنة ب 32 سنة قانون التقاعد الكامل 100 بالمائة، ولحد الساعة لايزال ذات القانون جاري العمل به، لأزيد من 9 ملايين و600 ألف يشكلون القوة العاملة في الجزائر، بما فيها مستخدمو الوظيف العمومي وعمال القطاع الاقتصادي في المؤسسات العمومية والخاصة. المرضى يحتجون على القرار أكد السيد عباس عز الدين موظف في قطاع البريد المواصلات أن قرار إلغاء التقاعد المسبق شكل صدمة للكثير من الموظفين خاصة الذين يعانون من مشاكل صحية وأمراض مزمنة. وأضاف أن عمله في قطاع البريد والمواصلات يمتد على مدار27سنة دون انقطاع قضاها في التعامل مباشرة مع انشغالات المواطنين مع ما يسببه ذلك من تعب وإرهاق واضطراب دائم خاصة وانه يعاني من داء السكري. وقد طالب السيد عباس الاتحاد العام للعمال الجزائريين النظر في هذا القرار الذي يراه مجحفا في حق فئة معينة من الموظفين المصابين بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري والقلب وغيرها. والانشغال نفسه طرحه السيد عباس أيده عدد كبير من الموظفين من بينهم موظفو سلك التعليم الذين يعتبرون أنفسهم الضحية الاولى لهذا القرار، على اعتبار أن عملهم من أصعب المهن وأكثرها إثارة للأعصاب والتوتر وفي هذا الخصوص أكدت الأستاذة عائشة أنها قضت مدة طويلة في سلك التعليم تجاوزت العشرين سنة وترغب حاليا في التوقف ،لكن إلغاء قانون التقاعد المسبق اثر سلبيا على الكثير من الأمور التي كانت تنوي القيام بها بعد خلودها للراحة. يمكن للمريض أن يستفيد من التقاعد المسبق ذكر السد فيصل أوحدة، رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري، أن القانون الذي صدر مؤخرا الخاص بإلغاء التقاعد المسبق لن يشكل أي ضرر على صحة المريض خاصة الذين لا يتوفر عملهم على ضغوط كبيرة ويمكنها تجاوز الامر وما لايعلمه المرضى أنهم بإمكانهم التقدم بطلب التقاعد المسبق بعرض أنفسهم على طبيب مختص يحرر وثيقة تثبت عدم قدرتهم على استكمال نشاطهم. وأضاف السيد أوحدة أن المريض المصاب بمرض مزمن يمكنه مزاولة نشاطه بشكل عادي فهو غير معاق وما عليه سوى التقيد بشروط الصحة والتزامه بتناول الأدوية اللازمة لمعالجة مرضه، أما بالنسبة للضغط والقلق، فهو موجود في كل مكان في المنزل في الشارع ولا يقتصر على أماكن العمل فقط لذلك يجب على أصحاب الأمراض المزمنة التقيد بالتعليمات الطبية اللازمة لتفادي حدوث أي مضاعفات للأمراض المزمنة التي يعانون منها والعمل لا يؤثر إطلاقا على صحتهم إذا تم في شروط معينة .