حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين من مغبة العزلة الدبلوماسية وانقطاع إمدادات النفط إذا لم تتعاون بكين في منع إيران من تطوير برنامجها النووي. ومن جهتها أعلنت روسيا أن قرار طهران تخصيب اليورانيوم لمفاعلها النووي من شأنه عرقلة حل الأزمة النووية الإيرانية. وقالت كلينتون أن الصين "تواجه ضغوطا" من قبل الولاياتالمتحدة للموافقة على عقوبات جديدة ضد إيران، مشيرة إلى أن جهود التفاوض مع طهران تبوء بالفشل بشكل واضح وأنه حان الوقت لاتخاذ موقف متشدد بشأن البرنامج النووي الإيراني رغم كون طهران موردا رئيسا للنفط إلى الصين. وأكدت الوزيرة الأميركية في تصريح لها من العاصمة الفرنسية باريس أن واشنطن وحلفاءها يدركون حاجة الاقتصاد الصيني المتنامي إلى النفط الإيراني واستدركت أن على بكين التفكير في "العواقب على المدى البعيد". وقالت أن وجود إيران متسلحة بالسلاح النووي سيقود إلى عدم الاستقرار في منطقة الخليج مما قد يؤثر على إمدادات النفط الواردة من هناك. وشددت في لهجة حاسمة غير معتادة على أن الصين ستتعرض "لمزيد من الضغوط للتسليم بالتأثير الضار بالاستقرار الذي ستحدثه إيران المسلحة بأسلحة نووية في الخليج". وأضافت أن من بين المخاطر التي يشكلها امتلاك إيران لأسلحة نووية اندلاع سباق تسلح إقليمي واحتمال شعور إسرائيل بتهديد لوجودها وهو ما يخشى الكثيرون من أنه يمكن أن يدفعها لتوجيه ضربة استباقية للجمهورية الإسلامية. وقالت كلينتون "كل ذلك يمثل خطرا هائلا". وأدلت الوزيرة الأميركية بتصريحاتها أول أمس بعدما ألقت كلمة أكدت خلالها ضرورة التعاون الدولي لتحسين الأمن في أنحاء العالم. وخلال رحلتها السريعة إلى أوروبا سعت كلينتون بجد لحشد الدعم لتشديد العقوبات ضد إيران. وفي هذا السياق، كشفت مصادر أميركية مرافقة للوزيرة كلينتون أن واشنطن تستعد لتوزيع الإطار العام لمشروع القرار الذي تنوي تقديمه إلى مجلس الأمن لفرض إجراءات عقابية تستهدف عناصر في الحرس الثوري -أهم المؤسسات الحاكمة في إيران- بالإضافة إلى إجراءات أخرى تستهدف القطاعين المالي والنفطي. وأقر مجلس الشيوخ الأميركي مؤخرا قانونا يسمح للرئيس باراك أوباما بتشديد العقوبات الأميركية الحالية وفرض عقوبات جديدة على إيران، وهو نفس القانون الذي كان مجلس النواب قد أقره في وقت سابق. وسعت كلينتون إلى الضغط على نظيرها الصيني يانغ جيه تشي عندما كانا في العاصمة البريطانية لندن، لكن يانغ بدا أقل تعاونا وكرر موقف بكين بأنه ينبغي منح إيران مزيدا من الوقت للتفاوض قبل دراسة أي عقوبات.