بعث رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريس نهاية الأسبوع الفارط برسالة إلى منظمي أولمبياد بكين ,2008 تعبق إنسانية وتفوح بمشاعر الرحمة والإخاء، حيث دبّجها بفلسفة وروح الأولمبياد، واستعرض من خلالها فضائل التسامح بين البشر والتعايش بين الحضارات وغيرها من الخصائل الكونية، ليذيلها بأمانيه الكاذبة بانتصار الأفضل وبالأحرى غلبة الأقوى كما جاء في فكر شقيقه تشارلز داروين. وظهر شمعون في هذا الخطاب متنكرا في زي حمل وديع مثل ذلك الخروف الذي صورته المخيلة الإبداعية للروائي العربي - الفارسي '' ابن المقفع '' حتى ليخال لقارئها أن بيريس رجل صالح صمته فكر وكلامه ذكر، بائس مسكين ركل ملذات الدنيا جانبا ولم يعد ينتظر سوى عفو ربه. شمعون بيريس لم يقل في رسالته لماذا أجبر الفلسطينيون على المشاركة برياضيين فقط في الأولمبياد، وهما عداءان تعرضا للويلات حتى يضمنا حضورهما في محفل بكين بسبب بطش عساكر وبوليس آل صهيون، هذا ناهيك عما يعانيه أشقاؤنا الفلسطينيين من تقتيل وتشريد وشقاء يومي أمام صمت دولي متواطئ حد الاستفزاز. تنادي اللجنة الدولية الأولمبية بعدم تسييس الألعاب، وباحترام الأفكار التي انبنى عليها المشروع الأولمبي، ولكن دعاة وممجدي هذه النزعة لم يكلفوا أنفسهم عناء التنديد ولو بالقلب كأضعف الإيمان بمنتهك روح الأولمبياد وفي مقدمتهم رئيس الكيان الصهيوني وشعبه '' المختار '' ، حيث يشارك ممثليه بكل أريحية وسط تبريكات ومساندة رعاة البقر وغلاة الإمبريالية الوحشية. هذه الأخيرة ما تفتأ عبر أبواقها الإعلامية تغرق وسائل الإعلام الدولية بالخطر الذي يداهم أولمبياد بكين، بل تتنبأ بأخطار عربية الرائحة كما حدث بحر الأسبوع الفارط في ذلك الهجوم الذي استهدف مركز الشرطة بأحد أقاليم الصين، حيث راحت تصف الإقليم بأن أهله يدينون بدين محمد وتعرفون بقية الفيلم...!