قفزت أعداد المنتحرين في صفوف الجيش الأميركي بقوة خلال شهر جانفي المنصرم من العام الجاري وفق إحصائيات أعلنتها واشنطن، ما دفع الخبراء إلى التحذير من إمكانية أن ينذر ذلك ب''سنة مأساوية'' على صعيد الانتحار بين العسكريين، خاصة وأن عام 2009 سجل معدلات قياسية. ولم تشر الأرقام الأميركية إلى أسباب تزايد حالات الانتحار، رغم كثرة الإعلانات السابقة حول تطبيق واشنطن لمجموعة من الأساليب الجديدة لمواجهتها، وتدل البيانات على وجود 27 حالة وفاة ناتجة عن انتحار ''أكيد أو محتمل،'' مقابل 17 حالة لشهر ديسمبر، وبحسب البيانات، فإن 12 منتحراً فقط كانوا في عداد الوحدات التي تقوم بالخدمة الفعلية، في حين ينتمي 15 إلى قوات الحرس الوطني والاحتياط. وتشير هذه الأرقام إلى أعداد المنتحرين على مستوى الجيش الأميركي ككل، دون تمييز جغرافي، الأمر الذي يحول دون معرفة نسب الانتحار في صفوف الجنود بأفغانستان والعراق. وتعهد العقيد كريستوفر فيلبريك، مدير وحدة مواجهة الانتحار في الجيش الأميركي، بتعزيز نشاطات العاملين لديه لمواجهة اتساع الظاهرة، مضيفاً أن السنة الماضية، شهدت ''تعديلات جذرية'' في برامج الرعاية الصحية ومواجهة الانتحار. وكان عام 2009 قد شهد انتحار 160 جندي، مع أميركي، مع احتمال تزايد العدد خلال الفترة المقبلة بسبب التحقيق في بعض حوادث الوفاة الغامضة. وكان الجيش الأميركي قد أعلن نهاية العام الماضي بيانات ''فريق استشارة الصحة العقلية'' الذي يصدر كل عامين، بعد أسبوع من ''مذبحة'' فورت هود بتكساس التي قضى فيها 13 شخصاً عندما فتح ضابط نيرانه بالقاعدة العسكرية، وعقب إعلان الإدارة الأميركية الزج بمزيد من القوات الإضافية إلى أفغانستان. ووجد المسح أن معدلات الاكتئاب ومتلازمة الإجهاد ما بعد الصدمة، ظلت كما هي، وتدنت الروح المعنوية بين وحدات الجيش الأميركي في أفغانستان لقرابة النصف عن معدلات عام 2005 و2007 من نحو 10 في المائة حينئذ إلى 5.7 في المائة هذا العام.