كشفت وثائق سرية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية ''CIA'' أن ما يزيد على 68 عضوا بالكونغرس اطلعوا بين العامين 2001 و2007 على أساليب التعذيب مثل الإيهام بالإغراق التي كان يجري بحثها أو استخدامها مع معتقلي تنظيم القاعدة آنذاك. وألقت تلك الوثائق التي تم الحصول عليها في دعوى رفعتها مؤسسة المراقبة القضائية ضوءا جديدا على المشرعين الذين علموا بتفاصيل برنامج الاستجواب المثير للجدل، ومتى كان ذلك. وتؤكد جماعات حقوق الإنسان أن سبل الاستجواب القاسية ليست سوى شكلا من أشكال التعذيب، وتعد انتهاكا لالتزامات الولاياتالمتحدة بموجب معاهدات جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب. وحسب الوثائق التي أميط عنها اللثام أول أمس الثلاثاء بدأ البرنامج بعد القبض في باكستان في مارس 2002 على الفلسطيني سعودي المولد أبو زبيدة الذي كان مديرا لعمليات القاعدة. وفي بيان قدم إلى لجنة المخابرات الخاصة بمجلس الشيوخ بتاريخ 12 أفريل 2007 قال مايكل هايدن الذي كان يتولى حينذاك منصب مدير المخابرات المركزية إن جهازه يرى أن الأمر يتطلب ''تقنيات'' جديدة، لأن ''أبو زبيدة يحجب معلومات يمكن أن تساعدنا في تعقب زعماء القاعدة والحيلولة دون وقوع هجمات''. وقال هايدن في بيانه المكتوب تحت عنوان ''بالغ السرية'' أمس الأربعاء إنه حين بدأت الاستخبارات تنفيذ برنامج الاستجواب عام 2002 ''كان قد أطلع زعماء الأغلبية والأقلية في مجلس الشيوخ ورئيس المجلس وزعيم الأقلية في مجلس النواب وزعيمي لجنتي المخابرات وكبار أعضائهما على إجراءات الاستجواب بالكامل''. وتكشف الوثائق أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب حاليا حضرت في 24 أفريل 2002 وكانت وقتها منسقة أعمال الحزب الديمقراطي في المجلس جلسة بشأن استجواب أبو زبيدة ومعها سبعة آخرون من أعضاء لجنة المخابرات الدائمة بمجلس النواب. غير أن بيلوسي أكدت في مؤتمر صحفي في أفريل العام الماضي أنه لم يجر إبلاغها قط في ذلك الحين بتنفيذ عمليات الإغراق الوهمي وغيرها من أساليب الاستجواب القاسية. وذكرت أن كل ما قيل لها هو أن جهاز المخابرات لديه آراء قانونية تقر استخدام وسائل استجواب مغلظة. ولم تبدأ وكالة المخابرات المركزية الأميركية في استخدام أساليب الاستجواب الجديدة إلا بعد أن تلقت توجيهات قانونية من وزارة العدل في أوت تبيح لها ذلك. وتشير الوثائق إلى أنه تم إبلاغ أعضاء الكونغرس بأن خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خضع لعمليات إغراق وهمي 183 مرة.