صدر للشيخ الإمام الميلود الأمين قويسم ابن الهدار كتاب حول تاريخ منطقة أولاد نايل وسكانها، ونشر هذا الكتاب تحت عنوان "التحقيق المتكامل في نبذة من مناقب وعادات و قيم وتراث أجداد العروش الأوائل" في أربعة مجلدات لصاحبه الإمام الحالي لمسجد عين الإبل، و معتمدها، و عضو المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بالجلفة.، حيث عرف نجاحا باهرا لم يكن متوقعاً... و قسمت الموسوعة إلى ثمانية و عشرون كتابا، كل كتاب يتضمن عدّة فصول ، و كل فصل يتضمن عدة أبواب، تتخللها بعض المقدمات و الملاحظات... وخصص المؤلف المجلد الأول ببيان علم الأنساب و ما يتبعه، و كذا كتاب في بيان بحوث التاريخ و لواحقه و مراحله، و جاء كتاب الجغرافية المبسطة ليصل الزمان بالمكان، متبوعا بكتاب في بيان العروبة و العرب، معطيا نبذة عن الأدب العربي...مستهلا ربط الفرع بالأصل في كتاب بيان الفتوحات الإسلامية و المغرب العربي...مسترسلا في تاريخ المنطقة و ما تداول عليها من دول و دويلات... و جاء في مستهل المجلد الثاني نشأة سيدنا آدم و حواء و ذكر عقبيهما، و تبعه ذكر لنسل سيدنا ابراهيم عليه السلام، فالنسب العدناني ، فذكرٌ لفروع العترة النبوية، و من بعدها الفروع الحسنية ، ثم النسب الإدريسي، و ما تبعها من الفروع المشيشية مركّزا على أبناء القطب عبد السلام بن مشيش ... و حوى المجلد الثالث في بدايته على بيان منطقة أولاد سيدي نائل و ذكر لمعالمهم، و كذا المجاورون لهم في إقليمالجلفة خصوصاً، معرجا على تعريف بعض العروش كالعبازيز، و الصحاري، أولاد بن عليه، أولاد سيدي يونس ، الأحداب ، المخاليف و غيرها...و في الكتاب الموالي تطرق لبيان نسب الأملكيات ، نسبة ل"امليك بن نايل" ، ثم بيان مناطق و عادات السعادات ، نسبة إلى "أولاد ساعد بن سالم " مربط الفرس في هذه الموسوعة ، حيث يقول الكاتب سبب تأليفه لهذه الموسوعة ما يلي : "في العقود الأخيرة خرجت علينا كتابات خاطئة غير تخصصية أرّخت لأبناء الجلفة أُجحفت فيها جانب (أولاد ساعد بن سالم) إجحافا شديدا و شوّهت أنسابهم، وزيد فيها و أُخّر و أُضيف إليها غيرهم و اخرج منها من هو منهم أو معهم لعدم استقصاء كتبتها الحقائق من مصادرها المعتمدة، و مواردها المستندة، و اعتمادهم فقط على القال و القيل و التخمين و ما نقله النسّاخ غير المهرة أو الرهبان المبشرون أو كتبته الجرائد المزجاة... " و جاء في الصفحة التاسعة قوله : "أني لم أتعرض في ذكر الأنساب إلا لمن تربطهم علاقة حميمة ب (أولاد ساعد بن سالم) من قريب أو بعيد ك(مجاورة أو مُصاهرة أو مشيخة أو زهادة أو رحلة أو نضال أو تولية أو مناقضة) ليس غير. أما من عداهم من الرفق الأخرى و هي كثيرة بلا شك فإني لن أعرّج عليها و لا أذكر من نسبها إلا ما دعا إليه البيان، أو ذكره الأعيان ، لعلمي الأكيد بأنّ أسماء رفقها و فروعها و أنسابها و رجالاتها و تراثها قد تكون بلا شك قد ذكرت في مدونات علماء و شعراء و كبراء المناطق الخاصة بذلك ....." . و لعلها دعوة من الكاتب ليحذو حذوه رجال العروش و الفرق الأخرى في التأليف و الكتابة. أما المجلد الرابع و الأخير فقد تناول تقاليد و عادات، و كذا آداب و عقائد و سلوكيات أولاد نائل عموما و السعادات خاصّة (أولاد ساعد بن سالم بن يحيى بن امليك بن سيدي نايل )، و تبعه كتاب في بيان حال و نسب السعادات ، مسترسلا في بيان فروع أولاد خناثة، و أصول أولاد الرقّاد و فروعهم...منتهيا بذكر نبذة من النسب الحُسيني. و مما جاء في كلمة الشيخ أبي محمد الجابري السالت (حفظه الله) في تقديمه للكتاب مايلي : "و لا أحسب المؤلف و هو يبذل هذه الجهود المضنية المشكورة في كتابه (التحقيق المتكامل) إلا داعيا للمقارنة بين خصال الأجداد الذين لم يسلبهم شظفُ العيش و ظلم الدخيل المحتل غيرتهم و لا مروءتهم و لا تمسكهم بالقوت الحلال و بين حالنا و نحن نرفُل في رغد الرفاهة دون مبالاة بواجب الشكر و لا لفضيلة القناعة، كما لا أخاله إلا راجيا من الحفدة أن يتذكروا الأجداد بالدعاء و التصدّق و يحفظوا لهم عهودهم و يُكرموا أهل وُدّهم و يصلوا أرحامهم على نحو ما جادت به مشكاة النبوّة التي أدرجت هذه الخصال في خانة المبرّة و الوفاء..." واعتبر الشيخ الميلود نفسه جامع حقائق وليس مؤرخا معبرا في ذات السياق عن إرادته لجمع المعطيات المتعلقة بتاريخ منطقة أولاد نايل وعدم تركها للاندثار، حيث تمكن في غضون عشرين سنة من جمع الوثائق والتراث الكلامي ، بافراغ جهده في التأليف و التحقيق و التمحيص و التدقيق، فأفاد أبناء منطقته من هذا الجيل بكتابات جدّ هامة تفوق 58 مرجعا هي في شكل مخطوطات في العديد من المجالات تنتظر نشرها، من أهمها "اتحاف الأنام بمناقب مشايخ أعلام" ، و "بغية الوصال في صور الرجال" ، و "إفادة الأبناء بسير النبلاء" و غيرها... ويعد الكتاب الصادر باللغة الوطنية في سنة 2006 عند "دار أسامة للطباعة و النشر و التوزيع" لبنة جديدة تستحق التشجيع خاصة في ظل غياب هذا النوع من المؤلفات في المنطقة، إذ يأمل المؤلف أن تجد أبحاثه ومؤلفاته حول المنطقة طريقها للنشر ...