بلكبير شريفة رئيسة جمعية ''نور'' الخيرية، هي امرأة طموحة، ورغم أنها عصامية التكوين، إلا إرداتها الفولاذية جعلتها تتخطى كل الصعاب من أجل تحقيق حلمها المتمثل في مساعدة الفقراء والمحتاجين. لم تتوقف شريفة عند هذه العتبة بل سارت بخطى ثابتة لتجسيد أكبر مشروع في الجزائر يتعلق الأمر بفئة السجناء، فاقتحمت جدران زنزانات مؤسسات إعادة التربية، وكسرت كل القيود وناضلت من أجل السجين. عن اهتمامات الجمعية، وعن طبيعة الخدمة التي تقدمها للسجناء، وكذا عن مشاريع الجمعية المستقبلية تحدثنا شريفة في هذا اللقاء الذي جمعها بجريدة ''الحوار''. تلقى جمعية '' نور'' اهتماما واسعا من قبل الدولة مقارنة بتلك الجمعيات التي تنشط على الساحة الوطنية ما سر ذلك؟ فعلا حظيت جمعية ''نور'' باهتمام كبير من طرف الهيئات العليا الرسمية في البلاد ، نظرا للأعمال التي تقوم بها هذه الجمعية الخيرية منذ تأسيسها سنة ,2004 حيث كانت في السابق تنشط على مستوى بلدية خميس مليانة التابعة لولاية عين الدفلى قبل أن تعمم نشاطها في كامل القطر الجزائري، وتتخصص في تقديم المساعدات للسجناء في المؤسسات العقابية المنتشرة عبر التراب الوطني. ما هي اهتمامات هذه الجمعية قبل أن تختص بمساعدة المؤسسات العقابية ؟ تسهر جمعية'' نور'' على تلبية العديد من الطلبات التي تهم المواطن على مستوى خميس مليانة، فهي تقوم بعدة نشاطات منها إحياء المناسبات الدينية والوطنية، مع الفئات المحرومة وذوي الحاجات الخاصة، كالقيام بعملية الختان للأطفال المعوزين ومساعدة الشباب المقبلين على الزواج، تقديم الإعانات المالية للأسر المعوزة والفقيرة، تنظيم زيارات إلى مراكز العجزة المستشفيات والعمل على خلق بعض النشاطات اليدوية والمهنية، فضلا عن تقديم دروس تدعيمية في مقر الجمعية وتسوية النزاعات العائلية في الكثير من الأحيان، والإمداد بالمساعدات المادية للمواطنين في حال حدوث كوارث طبيعية. كما قامت الجمعية بإنشاء رياض للأطفال لفائدة العائلات المحرومة، إضافة إلى قفة رمضان التي أصبحت تقليدا في قائمة برنامج الجمعية. حقيقة جاء اختيار هذه الجمعية من بين كل الجمعيات التي تنشط على مستوى الوطن، بناء على فكرة بادرت بها وزارتا العدل والتضامن الوطني والأسرة والجالية في الخارج، حيث طلبتا من مسؤول سام في ولاية عين الدفلى اختيار أحسن جمعية تقوم بأعمالها على أحسن وجه، فوقع الاختيار على جمعيتنا ''نور''. حيث أبرمت الجمعية أول اتفاقية مع الوزارة الوصية على القطاع سنة 2006، وبموجبها استطعنا الدخول إلى مختلف السجون مثل سجن العطاف، شلف، سركاجي والحراش... وما هي طبيعة الخدمة التي تقدمها جمعيتكم للسجناء؟ وفاء لمجهوداتنا فقد منحنا عدة شهادات شرفية من قبل وزير العدل حافظ الأختام، كما تم تدعيمنا من طرف وزارة التضامن الوطني بمشاريع مختلفة وذلك بمنحنا أغلفة مالية معتبرة، وآلات الخياطة، حيث قمنا بفتح معمل نسيج لتشغيل النساء السجينات بهدف إعادة إدماجهن في الحياة الاجتماعية. كما نساهم بتقديم مبالغ مالية لعائلات السجناء ريثما يعود ذلك المسجون إلى أحضان عائلته، ونواصل في الاعتناء بتلك الأسر حتى ذوي المحكومين عليهم بالإعدام أو لسنوات طويلة، فالجمعية أخذت على عاتقها مساعدتهم في كل الحالات، وأنا أعمل بمعية المجتمع المدني وفي مقدمته الكشافة الإسلامية، وبمساعدة من وزارة العدل والتضامن الوطني. وبعد قيامنا بأية عملية خيرية، نقوم بإعداد قائمة المصاريف التي كلفت جل العمليات الخيرية التي قمنا بها ويتم تسليم التقرير المالي والأدبي إلى الأطراف المعنية، والعملية نشرف عليها عادة بطريقة ليست سنوية وقد يسلم التقرير كلما استدعى الأمر ذلك، قد يكون مرة في الأسبوع أو في الشهر حسب الضرورة. ما نصيب النشاطات الثقافية ضمن أجندة برنامج الجمعية الخاص بالسجناء؟ كما يعلم الجميع أن الدولة الجزائرية قد أولت اهتماما بالغا لمؤسسات إعادة التربية وفق البرنامج المسطر من قبلها والموجه أساسا لرعاية السجناء طول مدة حبسهم من خلال جملة من البرامج الإصلاحية، من أجل إعادة إدماجهم اجتماعيا. وعليه تتابع الجمعية بانتظام كل ما تصدره الدولة من تعليمات في هذا المجال حتى نساهم في التكوين القاعدي وتأهيل السجين وإعداده للدخول في المنظومة الاجتماعية مجددا. البرنامج الثقافي الخاص بجمعيتنا يتضمن مسابقات فكرية ودينية تكلل بتوزيع الجوائز على الفائزين، وهذا من أجل تحسيس السجين بأنه عضو فاعل في مجتمعه يمكن أن يستفيد من سجنه، '' كل ابن آدم خطاء، وخير الخطاّئين التوابون''، فخلال رمضان 2009 قمنا بتوزيع 30 مصحفا على الفائزين في مسابقة دينية، حيث شارك فيها العديد من النزلاء، كما فتحنا فروع تكوين مختلفة، تمكن السجين من مواصلة حياته بشكل عادي، ومن ثم الاندماج تدريجيا داخل المجتمع. فتحت الجزائر بالتنسيق مع السلطات البريطانية دورة تكوينية لإصلاح السجون، هل شاركت '' نور'' في هذا المشروع؟ نعم لقد شاركنا في الدورة التكوينية للمشروع البريطاني لإصلاح السجون الجزائرية وذلك بمشاركة كل من السادة: الستر، آندي وبيتر من جانب المملكة البريطانية وعن الجانب الجزائري فمثله كل من إطارات المديرية العامة للأمن الوطني، بحضور فريق المشروع في أربع مؤسسات نموذجية مع إشراك المجتمع المدني من بينهم جمعية '' نور''، حيث ارتكز جدول أعمال الدورة على فكرة التصور أي بعد النظر في مستقبل السجين، حيث تم تحديد الأهداف بكيفية آلية ''swot'' والتحليل ''smart'' الذي يساعد على كيفية الوصول إلى وضع تخطيط إستراتيجي، من خلال التعرف على الموارد المادية والبشرية لكل مؤسسة عقابية نموذجية، والذي يساعد على تحديد الخطوات والأهداف للقضاء على السلبية وتعزيز القوى الإيجابية لتحقيق رؤى مستقبلية أكيدة. صراحة الدولة الجزائرية انفردت دوليا في عملية إصلاح المؤسسات العقابية . ما هي مشاريع الجمعية لسنة 2010 ؟ تسعى الجمعية إلى الحصول على الترخيص من طرف السلطات المعنية من أجل القيام بنشاطات رياضية داخل مؤسسات إعادة التربية والتأهيل، الموجودة بولاتي عين الدفلى والشف، ويشمل برنامج هذه التظاهرة عدة اختصاصات منها كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة، ، البيار، بغية فتح منافسات بين النزلاء حسب الولايات. ففي الدور الأول المنافسة ستكون على مستوى كل مؤسسة عقابية، أما الدورة الثانية من المنافسة فستكون ما بين المؤسسات المتأهلة، في حين أن الدورة النهائية ستكون على مستوى مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالشلف، حيث سيتم تكريم الفائزين. كما ستقوم الجمعية، خلال الأيام القادمة، بتنظيم عرس جماعي لصالح شباب عين الدفلى، وبالمناسبة أشكر كل من مدنا بيد المساعدة من جهاز العروس، والمواد الغذائية التي تدخل في مستلزمات هذه المناسبة السعيدة التي نهدف من ورائها إلى إدخال الفرحة إلى قلوب شبابنا.