اتجهت قلوب و عيون ملايين من عشاق ومحبي شاعر القضية الفلسطينية المناضل محمود درويش إلى مدينة تكساس الأمريكية حيث لفظ درويش آخر زفرات حرقته ووجعه على وطن نذر له كل حياته. الشاعر الثائر المتمرد موقفا ومبدءا و شعرا يرحل عن عمر يناهز 67 عاما بعد إصابته بمضاعفات اثر خضوعه لعملية جراحية تعد الثالثة على مستوى القلب، والتي اجراها الأربعاء الماضي بإحدى مستشفيات تكساس الأمريكية. و بعد ساعات طويلة من الصمود في وجه الموت والصراع من اجل البقاء، وبعد كل الشائعات التي تناقلتها وسائل الإعلام أول أمس عن وفاته والتي فندها وزير الثقافة الفلسطينية، فارق درويش الحياة وهو يحمل في قلبه غصة وحرقة على فلسطين الجريحة التي دنست طهارتها واغتصبت عذريتها من قبل الكيان الإسرائيلي. محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 بقرية البروة بفلسطين والتي يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، لجأ درويش في عام 1948 إلى لبنان وهو في السابعة من عمره ومكث بها سنة واحدة ، ثم قفل عائدا إلى فلسطين حيث دخلها متسللا، واستقر في قرية دير الأسد لفترة قصيرة بعدها قرر المكوث في قرية ''لجديدة''الواقعة شمال غرب قريته الأصلية . تعليمه : أكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الأسد متخفيا خشية تعرضه للنفي من جديد إذا اكتشف أمر تسلله، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف. حياته : انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في إسرائيل ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي تفرغ لكتابة الشعر والمقالات عبر مختلف الجرائد والمجلات وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير مجلة ''الجديد'' ، التابعة للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر. درويش الشاعر المتمرد لم يسلم يوما من مضايقات الاحتلال الاسرائيلي حيث اعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بسبب نشاطاته وتصريحاته السياسية ، نزح عام 1972 إلى مصر ليلتحق بصفوف منظمة التحرير وشغل فيها عضو اللجنة التنفيذية قبل أن يقوم بدورات حزبية في الاتحاد السوفياتي . وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية الا انه استقال منها احتجاجا على اتفاق اوسلو. كما اقام بباريس قبل عودته إلى وطنه حيث .دخل إلى إسرائيل بتسريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه، ونال درويش حظوة كتابة إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم الإعلان عنه في الجزائر سنة 1988 . أما أبرز مؤلفاته فهي : عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، عاشق من فلسطين، آخر الليل، مطر ناعم في خريف بعيد، يوميات الحزن العادي، يوميات جرح فلسطيني، حبيبتي تنهض من نومها، محاولة رقم ,7 أحبك أو لا أحبك، مديح الظل العالي، هي أغنية.. هي أغنية، لا تعتذر عما فعلت، عرائس، العصافير تموت في الجليل، تلك صوتها وهذا انتحار العاشق، حصار لمدائح البحر، شيء عن الوطن، ذاكرة للنسيان، وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلم، كزهر اللوز أو أبعد، في حضرة الغياب، لماذا تركت الحصان وحيدا؟ حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لويس عام ,1969 جائزة البحر المتوسط عام ,1980 درع الثورة الفلسطينية عام ,1981 لوحة أوروبا للشعر عام ,1981 جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام ,1982 جائزة لينين في الاتحاد السوفيتي عام ,1983 جائزة الشعر العربي 2007 بالقاهرة.