تثمينا للإنجازات وبغية الوقوف عند إيجابيات ما قدم سنة كاملة للمعاق، كشف رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين عن إبرام اتفاقية تعاون بين بلدية القصبة وبلدية لمقانين بورڤلة وتحت رعاية رئيس بلدية القصبة والممولة من طرف وزارة التضامن والأسرة، هدفا لفتح مجال للمعاق لبيع منتوجاته وتسويقها. بالرغم من الظروف الصعبة التي يتخبط فيها المعاق في الجزائر إلا أن ذلك لم يثن من قدرات المسؤولين في تحقيق وتلبية ما قدر تلبيته لهاته الفئة خاصة الجمعيات الخيرية الناشطة في هذا المجال. وحسب ما أكده رئيس الاتحادية الوطني للمعاقين الجزائريين فإنه لا بد من عدم التركيز على السلبيات التي يتخبط فيها المعاق فقط بالرغم من كثرتها ولكن لا بد من البحث عن الإيجابيات أيضا والتي كانت الدولة الجزائرية السباقة في تحقيق الانجازات عن باقي الدول الأخرى. وبغية الخروج من دائرة التهميش وإعطاء المعاق حقوقه التي في غالب الأحيان تبدو مستحيلة يسعى الناشطون في الاتحاد إلى البحث عن سبل لإخراج المعاق من هموم مشاكله اليومية وفتح مجالات عمل تسمح له بالعيش بكرامته. نسعى دوما لترقية المعاق ولإدماجه في المجتمع أكد رزاق نبيل رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين أنه يسعى دوما للبحث عن سبيل تنموية وترقوية للمعاق من مشاريع ونشاطات كان لها آثارها الإيجابية الجمة، خاصة إذا تعلق الأمر بفتح مجالات لصقل المواهب ولإعطاء فرصة لمن يملكون القدرات والمواهب حتى يثبتوا وجودهم في المجتمع وحتى يخرجوا من دائرة التهميش التي فرضتها الظروف والإمكانيات القليلة التي يعرفها المعاق. وأضاف في حديثه أن الاتحادية فتحت الكثير من الفرص للمعاقين لإثبات وجودهم ولتمكينهم من الدخول إلى عالم الشغل بدل انتظار المنحة التي لا تكاد تغطيه أدنى مصاريفه، بالرغم من الاتحادية والجمعيات المساندة طالبت المرات العدة برفعها إلى مبلغ يكفي احتياجاته أو على الأقل بعضها. ولأن المعاق أراد لنفسه العيش باستقلالية وكرامة فقد برز في الكثير من الأعمال والنشاطات يضيف ''رزاق نبيل'' وساهم أيضا في توفير الكثير من المنتوجات مثل الخياطة وحياكة الملابس والكثير من الأعمال والتي أردنا تسويقها وجعلها بمثابة السند له، ولذلك قمنا مؤخرا، يقول ''نبيل'' رئيس الاتحادية، بعقد اتفاقية مع جمعية للمعاقين ببلدية لمقانين بورقلة وبالتنسيق مع بلدية القصبة تحت إشراف رئيس البلدية ارتأينا من خلالها فتح مجال أوسع للمعاق بمنحه فرصة لبيع منتوجاته وتسويقها خاصة عندما يكون هناك فائض في الإنتاج، وبالتالي حاولنا منح فرصة للمعاقين لتلبية حاجياتهم والمشاركة في الحياة بدلا من انتظار المساعدة من الغير. وأكد ''رزاق نبيل'' أن الاتحادية فتحت الكثير من فرص العمل ومناصب الشغل للكثير من المعاقين، بعد أن حرموا من الحصول على فرصة عمل في المؤسسات المعاقين والخاصة بالرغم من وجود قانون يفرض على المؤسسات إعطاء فرصة للمعاق في عالم الشغل ويمنحه مكانا مثله مثل باقي الأشخاص، لكن يضيف ''نبيل'' أن رفض المؤسسات إدماج المعاقين في عالم الشغل فرض معطيات جديدة عليهم باعتبارهم أصبحوا فئة غير هامة في المجتمع وغير مساهمة لا لشيء سوى لأن الفرص لم تمنح لهم ولم يحصلوا عليها منذ فترة بعيدة، بالرغم من وجود من هم قادرين على المساهمة وعلى التغيير أكثر من الأشخاص العاديين في المجتمع. وأضاف رئيس الاتحادية أن مثل هذه الاتفاقيات فتحت أيضا المجال للمعاقين بورڤلة وبالتحديد بلدية ''لمقانين'' حيث سمحت لهم بتنفيذ مشاريع وأعمال كانت قد نسيت وبقيت مطوية خاصة بوجود من هم يبحثون عن وجودهم وهويتهم في المجتمع ويرفضون الالتزام والاستسلام للإعاقة، وهو ما أكده أيضا رئيس بلدية ''لمقانين'' بورقلة من أن مثل هذه المبادرات ساهمت في فتح المجال للمعاق بالمنطقة لينفض عن نفسه الغبار وليخرج من دائرة التهميش التي فرضتها الظروف الصعبة بالمنطقة. وأضاف أن رئيس بلدية القصبة أعطى فرصة لم تعط لهم من قبل وثمن جهود رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين الجزائريين السيد ''محمد رزاق نبيل'' الذي فتح المجال أيضا لربط علاقات مع الاتحاد دائما تصب في خدمة المعاق. وعن ما يعيشه المعاق في ورقلة أكد رئيس البلدية أن وضعيته جد صعبة وأنه يعاني أكثر مما يعانيه المعاقون في الجزائر من نقص في الإمكانيات المادية والمعنوية وتراجع في المشاريع وندرة حتى للتوجيهات والإرشادات التي يحتاجها المعاق، زد على ذلك الوضع الصحي الصعب لهاته الفئة ونقص المرافق بالمنطقة باعتبارها منطقة منعزلة بالرغم من سعينا كإطارات وسعي الجمعيات إلى التقليل حتى من هاته النقائص، لكن ذلك لم يكن مضمونا لا لشيء سوى لنقص الاهتمام الكبير من السلطات. ودع المتحدث إلى ضرورة الاهتمام بهاته الفئة على الأقل للتقليل من النقائص الفادحة التي تعيشها المنطقة. ومن جهته أكد رئيس الاتحادية ''رزاق نبيل'' أن وضعية المعاق في الجزائر جد صعبة وأنها في تأزم مستمر، بالرغم من سن القوانين لصالحه خاصة قانون 2002 الذي اعتبره مجرد حبر على ورق وما نفذ منه قليل، لأن المعاق يحتاج إلى ما هو أكبر من ذلك، ودعا السلطات إلى النظر إلى هاته الفئة بعين الرأفة والرحمة.