أكد وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي اريك بيسون أنه غير نادم على فتح النقاش بداية هذا العام حول موضوع الهوية الوطنية في بلاده ، مضيفا انه كان يأمل أن لا ينصب هذا النقاش حول الأحداث التي عرفتها فرنسا خلال مباريات المنتخب الجزائري ضد نظيره المصري. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيسون أنه كان يرغب في أخذ النقاش المفتوح حول الهوية الوطنية منحى غير ذلك الذي تم التباحث فيه بين الفرنسيين، مشيرا أنه لا يشعر بأي ندم أو أسف عن قيامه بهذه المبادرة، حيث أردف في هذا الشأن بالقول ''لا أشعر بأي ندم حول ما حاولت القيام به، وأنا كنت أعني ما يجمعنا، أي ما هي القيم التي بواسطتها نخطط لمستقبلنا، وبناء مشروعنا الجماعي . وأضاف الوزير الفرنسي أنه كان يريد أن لا ينصب نقاش الفرنسيين، والذين كان من بينهم أعضاء الحزب الحاكم، حول منع بناء المآذن في سويسرا وما صنعه الجزائريون خلال مباريات الخضر ضد الفراعنة، حيث قال بيسون ''ولكن عندما ألاحظ أن النقاش تأثر بالتصويت لمنع بناء المآذن في سويسرا، وبالآثار الناجمة عن مباراة مصر والجزائر، إضافة إلى الكثير من الأخطاء الفادحة الأخرى، فإنه بطبيعة الحال كنت أود أن يحدث خلاف ذلك. وبخصوص حصول حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يقوده جون ماري لوبان على نسبة 9 في المائة من الأصوات خلال الدور الثاني من الانتخابات المحلية، برر بيسون تصويت عشر الناخبين لحزب اتخذ من عنصريته ضد المهاجرين والجزائرية خطابا لحملته الرئاسية بان أقلية من المواطنين يرتابها خوف من الأجانب ومن التكامل الأوروبي ومن العولمة ومن التقدم التكنولوجي، وحتى خوف - حسبه - '' من نهاية النموذج الاجتماعي الفرنسي''، مطالبا الفرنسيين بتقبل هذه المناقشات وعدم التهرب منها . ويبدو أن النقاش الذي فتحه ساركوزي ومقربيه من الوزراء بشأن الهوية الوطنية قد ساعد الفرنسيين الذين ينبذون تواجد المهاجرين في باريس وأخذهم لمناصب مرموقة وعالية في بلادهم بان يزدادوا نقما على هذا الوضع، الأمر الذي جعلهم يجدون في خطاب لوبان المتطرف الذي أقام حملته الانتخابية بشعارات عنصرية ضد الجزائر مطابقا ومعبر عما يشعرون به، وما استنبطوه من النقاش الذي دار حول الهوية الوطنية لذلك اختار صف لوبان على حساب ساركوزي الذي أخذ حزبه بسببه صفعة قوية، وجعل رئيس حكومته يعتزم القيام بتعديل حكومي لتدارك ما أفسده وزراؤه من قبل .