أعلن أول أمس وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي اريك بيسون أن بلاده استقبلت خلال 2009 أربعة ألاف طالب جزائري، مشيرا أن باريس ستعتمد إجراءات جديدة لاستقبال الكفاءات المتوسطية الشبانية في إطار برنامج مكتب الشباب المتوسطي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيسون قوله على هامش زيارته إلى بيروت أول أمس الجمعة انه ''منذ إطلاق مكتب الشباب المتوسطي في باريس في 14 ديسمبر ,2009 فان 17 دولة متوسطية انضمت إلى المشروع'' ، والذي ينتظر أن يدخل مرحلته العملية بحلول الأول من شهر جانفي .2011 وأعلن بيسون أن فرنسا استقبلت العام الماضي ''50 ألف طالب أجنبي إضافي''، وان مؤسساتها التعليمية باتت تحتضن 270 ألف طالب أجنبي،مردفا في هذا الشأن بالقول أن ''بين الطلاب الأجانب الجدد أكثر من 10 آلاف صيني و5 آلاف مغربي و4 آلاف جزائري و2500 تونسي''، فيما تبقى فرنسا ''المقصد الأول للطلاب اللبنانيين والسوريين'' على حد ما جاء على لسان المسؤول ذاته . وعن زيارته إلى بيروت، قال بيسون أنها ستسمح بتوقيع اتفاق مع وزير الداخلية اللبناني زياد بارود لتسهيل تنقل الطلاب بين لبنان وفرنسا، مضيفا أن ''اتفاق تنقل الشباب'' المتبادل سيعطي فور دخوله حيز التنفيذ ''تسهيلات استثنائية من اجل استقطاب الكفاءات المهنية'' إلى فرنسا، وإنه ''سيتم تحديد إطار لتوفير عروض عمل وتدريب للشبان في لبنان وفرنسا. وبيّن الوزير الفرنسي أن الاتفاق مع لبنان يدخل في إطار أوسع هو ''مكتب الشباب المتوسطي'' ،والذي يرى بخصوصه انه سيكون بمثابة ''مساحة متوسطية'' تعنى ''بتنقل الأشخاص والمعرفة. وأوضح بيسون أن هؤلاء الطلاب يستفيدون من تأشيرة طويلة الأمد ،مشير أن الراغب في الالتحاق بالجامعات الفرنسية صار اليوم مطالبا بتقديم ملف واحد عبر الانترنيت وفقا لنظام ''كومبيس'' الذي يمكنه من التسجيل المسبق بالجامعة التي سيلتحق بها ،والذي يمكنه بعدها من الحصول على التأشيرة من القنصلية الفرنسية. وزعم بيسون أن زيادة عدد الطلاب الدارسين في فرنسا ليس هدفا لبلاده ، إنما باريس تسعى إلى تمكين بلدان منشأ هؤلاء الطلبة من التدريب الأولي واكتساب الخبرات والمهارات المهنية للنهوض بالتنمية ،وذلك من خلال ما سيحمله المكونون في الخارج عند عودتهم إلى بلدانهم حينما سيوظفون مهارات جديدة لخدمة أوطانهم . وتجدر الإشارة ، إلى أن عدة دراسات علمية أوروبية أكدت أن القارة العجوز في حاجة ماسة خلال السنوات القادمة إلى مزيد من الشباب المهاجر لتغطي عائق الشيخوخة الذي يهدد دول الاتحاد الأوروبي جميعها .