أكد الاستاذ عبد العالي رزاقي، أول أمس، في اليوم الدراسي حول اللغة العربية في الصحافة المكتوبة ان ظهور الصحافة في معظم الاقطار العربية ارتبط بظاهرة الاحتلال الأجنبي، أي ان الصحف كانت تصدر بلغة المستعمر. وقال عبد العالي رزاقي في مداخلته إن ارتباط الصحافة بظاهرة الاحتلال في الجزائر هي خطة لاحتلال الجزائر واستئصال جذورها العربية والإسلامية، مضيفا ان فرنسا كانت تهدف للقضاء على اللغة العربية في الجزائر وإحلال اللغة الفرنسية مكانها في التربية والتعليم وحتى في الإدارات. وأوضح رزاقي أن من يتمعن في الصحف التي أصدرتها فرنسا خلال سنوات(1830-1847) يجد أنها جاءت بلغته، والذين كانوا يستعملونها من الفرنسيين هم مترجمون لا يعرفون من اللغة العربية الا الحروف الهجائية وبعض المفردات، ولم تكن لهم حتى القدرة اللازمة في هذا الفن وبذلك كتبوا خليطا من الألفاظ الغريبة سموها عربية. كما أشار الأستاذ المحاضر إلى أن الصحافة العربية في الجزائر ساهمت في توسيع دائرة المصطلحات والمفاهيم، حيث نجد في معجم ''العضد اليمين للمحررين والمترجمين'' لليون برش المطبوع في الجزائر العام ,1953 المئات من المصطلحات والمفاهيم الجديدة التي أصبحت متداولة في الصحافة، مؤكدا انه لا توجد لغة وسطى بين الفصحى والعامية ولا لغة وسطى بين الأدب والعامية وإنما هناك لغة صحفية فصحى تقف ما بين الأدب والعلم ''فهي ليست بلغة الغموض الفني في الأدب ولا لغة الإبهام في العلوم، بل هي اللغة التي ساهمت الى حد كبير في تطوير اللغة العربية باستخدام مفردات وتعابير جديدة وذلك من خلال اكثر من 70 صحيفة باللغة العربية صدرت خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجرائر 1830-.''1962 وقال رزاقي ان للغة ثلاث مستويات: أولها المستوى التذوقي الفني والجمالي ويستعمل في الأدب والفن، أما المستوى الثاني فيتعلق بالمستوى العلمي النظري التحديدي ويستعمل في العلوم، فيما حصر المستوى الثالث في المستوى العملي الاجتماعي العادي الذي يستخدم في الصحافة والإعلام بوجه عام، مبررا ظهور الصحافة العربية في الجزائر بالدارجة لكون أصحابها ليسوا جزائريين وإنما ممن لهم علاقة بفرنسا. ونوه في الأخير إلى ان دراسة النصوص الصحفية لهذه الصحافة فتحت المجال أمام اللغة العربية لتستفيد من الألفاظ المستعملة في الإدارة الاستعمارية في مختلف مجالات الحياة، وبالرغم من أن كتابات الكثير من أعضاء جمعية العلماء المسلمين تعتمد على القرآن والسنة، في الاقتباس والتضمين والاستدلال وحتى الاستنتاجات، فإن كتابات الأدباء والكتاب كانت أكثر توظيفا للأمثال والشعر والحكم.