كشفت صحيفة مغربية أمس الأول استنادا إلى تقرير سري للاستخبارات الاسبانية، قالت من خلاله إن الحكومة الاسبانية قد طالبت من الحكومة المغربية الاستعداد لاستقبال عدد كبير من المهاجرين المغاربة العاملين في اسبانيا، حيث تنوي السلطات الاسبانية استبدالهم بآخرين من أوروبا الشرقية لاسيما من رومانيا، ويأتي هذا بموزاة حملة شرسة تقوم بها مختلف الأسلاك الأمنية في اسبانيا ضد الجالية الجزائرية بالخصوص، واتهام البعض من أفرادها بالوقوف وراء الإعداد لعمليات إرهابية . وفي الجزائر، أثار أمس، بث التلفزيون الاسباني صورا لمعتقلين جزائريين، حالة من التقزز والغضب، بعدما تعمدت السلطات الاسبانية '' الاستهتار '' بجوازات السفر الجزائرية، والتي وجهت للمشاهد وكأنها ترمز لمحجوزات خطيرة، بعدما لم تجد أي أسلحة أو مواد متفجرة، جراء عملية المداهمة التي قامت بها، وأوضحت مصادر أخرى أن السلطات الاسبانية تعمد منذ مدة طويلة على شن حملة عنصرية ضد الجالية الجزائرية بالخصوص .كما تأتي هذه الحملة بالتزامن مع زيارة وزير الداخلية الاسباني إلى الجزائر، والذي وصل أمس الأحد للعاصمة الجزائرية، وهذا للتباحث مع المسؤولين الجزائريين قضايا عديدة سيكون في مقدمتها ملف الهجرة غير الشرعية الذي صار هاجسا بالنسبة لسلطات مدريد. من ناحية أخرى، أفاد متابعون للشأن الاسباني مع دول المغرب العربي، بأن مدريد، دأبت ومنذ زمن على اتباع تكتيك دبلوماسي، يعمد على تسخين جبهة في مقابل تبريد أخرى، وهي السياسة التي برعت فيها الحكومة الاسبانية في تسيير العلاقات المغربية الاسبانية أو العلاقات الجزائرية-الاسبانية، حيث استطاع الملك خوان كارلوس تبريد الجبهة مع الرباط أيام حكم رئيس الوزراء الاسباني السابق '' اثنار '' ، الذي ارتبط بعلاقات جد وثيقة مع الجزائر، في مقابل علاقات شد ومد بين الملك الاسباني والملك محمد السادس، في زمن حكم رئيس الوزراء الاسباني الحالي ثابتيرو، والذي آثر تعزيز العلاقات مع الرباط، حيث تستثمر اسبانيا بأكثر من 1000 مؤسسة اقتصادية، تساهم دائما رفقة ملف الصيد البحري في مياه الأطلسي المحاذية للشواطئ الصحراوية والمغربية على المساندة الاسبانية للمملكة المغربية في قضية استعمار الصحراء الغربيةالمحتلة.