تتنوع العادات والتقاليد في الجزائر من منطقة لأخرى وتعتبر الأعراس وولائم الأفراح منطلقا لكثير من العادات والتقاليد الجميلة التي لم تستطع الحداثة و العصرنة أن تزيح بعضا من خصوصياتها المميزة التي تحرص العائلات الجزائرية على تواجدها في الأعراس على غرار ولاية عين الدفلى التي لا يزال سكانها متمسكين بعادات أجدادهم في إقامة الأفراح دون زيادة او نقصان . لم تكن ولاية عين الدفلى لتشذ عن قاعدة الولايات الداخلية المحافظة التي لا تزال متمسكة بجزء من تقاليده وعاداتها في إقامة الأعراس وهو ما ذهبت اليه السيد ''فاطمة شكيكين'' مصممة أزياء معروفة بالمنطقة بلقب ''شمس النهار'' هذه الأخيرة أكدت في حديثها للحوار ان الأعراس في منطقة عين الدفلى لا تزال محافظة على خصوصياتها خاصة ما تعلق منها بالطقوس اليومية التي لا تزال العائلات بالولاية تصر على إتباعها في إحياء الأعراس. وتؤكد السيدة شكيكن ان بداية الاحتفال بالعرس تكون بعد قراءة الفاتحة حيث تبدأ العائلات في الوفود على بيت العريس لتقديم التهنئة دون دعوة من احد حيث لا ينتظر الأقارب والجيران دعوة أهل العريس للتقدم للتهنئة بل يحظرون بصفة فردية حاملين معهم مأكولات حلوة يقدمونها كهدايا لأسرة العريس وتتنوع المأكولات بين الحلوى والمكسرات بأنواعها المختلفة خاصة اللوز الذي يكثر إهداؤه فيمثل هذه المناسبات السعيدة وتستمر مراسيم التهنئة الى غاية إعلان يوم العرس ويسمى بالمنطقة يوم البند وهو اليوم الذي تعلن فيه أسرة العريس موعد العرس الذي تتم فيه دعوة الأقارب والجيران والمعارف تعليق البند إشارة لإعلان الأفراح. تستقبل عائلة العريس عشرات المهنئين يوميا الى غاية إعلانها العرس أو ما يسمى ''نهار البند'' والبند حسب السيد شكيكن هو راية مصنوعة من القماش ومعقود على طرفها حبات من الحلوى تعلق فوق بيت العريس وتعتبر بمثابة إعلان للفرح لجميع الناس والمارة فمن يشاهد هذه الراية يعرف ان في ذلك البيت عرس سيقام خلال الأيام القليلة القادمة ويبدأ الأقارب في القدوم الى بيت العريس ابتداءا من إعلان يوم البند لمساعدتهم في التحضير للعرس حيث تقوم كل ربة بيت بإحضار الطعام من بيتها ويجتمعن كلهن لترتيب قاعات العرس والأكل والحلوى التي ستقدم للمدعوين وأضافت السيد شكيكن في حديثها للحوار ان عادات ولاية عين الدفلى لم يصبها النسيان كثيرا خاصة عادة تعليق البند الذي لايزال منتشرا بكثرة في المنطقة ككل وقليل فقط من تخلو عن عادة تعليقه أو رفعه فوق منازلهم . ''الطعام همة ولو كان بالماء'' ترى السيدة شكيكن انه ومن بين العادات التي لا تزال راسخة في تقاليد ويوميات الأسر في المنطقة هي إخراج الكسكسي يوم العرس أي قبل إحضار العروس الى الولي الصالح ''سيدي عبد القادر'' حيث لا يمكن لأي عرس ان يقام بالمنطقة دون ان تكون هذه العادة حاضرة في اليوم الأول من العرس حيث يتم اخذ الكسكسي الى احد المساجد القديمة بغية إطعام عبري السبيل او الفقراء او يتم إخراج الطعام الى إحدى مزارات أولياء الله الصالحين القريبين من منزل العريس وهي عادة متجذرة في المنطقة ولا يمكن لأحد ان يتخلى عنها فالكثير من السكان يعتبرها صدقة جارية لأبعاد العين والحسد عن أصحاب العرس خاصة العريسين. كما رأت السيد شكيكن ان الكسكسي يجب ان يكون حاضرا في العرس ولا يمكن الاستغناء عنه باي شكل من الإشكال وهو حسب راي كبار المنطقة ''الطعام همة حتى ولو كان بالما'' وهو ما تحرص العائلات على عدم إغفال وجوده مع إضافة أطباق أخرى عصرية كما ترتدي عروس ولاية عين الدفلى لباسا تقليدا في تصديرتها على غرار باقي عرائس ولايات الوطن المختلفة. وترى السيدة شكيكن أن السروال لمدور بالحرير يبقى اللباس رقم واحد بالنسبة لنساء المنطقة ولا يمكن الاستغناء عنه لسبب او لأخر خاصة و أن العديد من مصممات الأزياء بالمنطقة ادخلن عليه تحديثات كثيرة ليتلاءم مع روح العصر كما تحرص العروس على ارتداء الغويط الدزيري بالإضافة الى القفطان المغربي والشامسة العنابية التي لا تغيب عن العروس في ولاية عين الدفلى.