أعلن أمس الباحث الايطالي العامل بمعهد علوم الغلاف الجوي والمناخ التابع إلى المركز الوطني للبحوث في روما، جيون باولو غوبي أن رمال الصحراء الكبرى التي تضم الصحراء الجزائرية اشد خطرا بثلاثة أضعاف على الملاحة الجوية من رماد بركان أيسلندا الذي تسبب في إلغاء العديد من الرحلات هذه الأيام. وقال غوبي في تصريح للصحيفة الايطالية ''كورييري ديلا سيرا'' أن الرماد المنبعث من بركان أيسلندا اقل خطرا على الملاحة الجوية من الرمال المنبعثة من الصحراء الكبرى لان نسبة تركيزه بالتراب قليلة مقارنة مع رمال الزوابع الصحراوية . وأوضح الباحث الايطالي أن نسبة تركيز الرمال المنبعثة من الصحراء الكبرى اكبر بثلاث مرات من رماد البركان الأيسلندي ،مشيرا أن انتشار هذه الرمال على مساحات شاسعة في الجو ،وعدم تمركزها في نطاق محدد هو ما يجعل الجميع لا يحس بتأثيرها وخطورتها المحتملة على الملاحة الجوية . وقال المختص في علوم الجو والمناخ أن الرمال الصحراوية القادمة إلى الغلاف الجوي لايطاليا تكون شاسعة ومنتشرة بشكل غير متماسك ، ما يجعلها لا تؤثر في سير الملاحة الجوية ،مبينا أن هذه الظاهرة موجودة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25 في المائة في العام الواحد. وأشار غوبي انه وفقا للحسابات التي قام بها بتاريخ 19 افريل الماضي كان تركيز الكتل الرمادية للبركان الأيسلندي بنحو 30 ميكرو غرام في المتر المكعب الواحد ، ثم انخفض بعد ساعات إلى 20 ميكرو غرام ثم إلى عشرة ميكرو غرامات فقط ، في حين يكون متوسط تركيز الرمال القادمة إلى ايطاليا من الصحراء الإفريقية في الغالب 100 ميكروغرام للمتر المكعب الوحد ،وقد يتجاوزه في بعض الأحيان ، على حد ما جاء على لسان المتحدث ذاته . وأوضح الباحث الايطالي أن الكتل الرمادية لبركان أيسلندا لم تكن خلال إلغاء الملاحة الجوية اشد خطورة أو أكثر سمكا ، إنما وصل سمكها إلى نحو واحد ميكرون بسبب الرمال القادمة من الصحراء الكبرى ،ومعلوم أن الميكرون الواحد يمثل نسبة الواحد من الألف ملم. ويشار إلى أن الصحراء الكبرى الواقعة شمال القارة الإفريقية تضم ثمانية دول عربية، هي الجزائر والمغرب والصحراء الغربية ومصر والسودان وليبيا وتونس، و موريتانيا، إضافة إلى دول أخرى كنيجيريا ومالي والنيجر والسنغال.