كشف البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، عن انتشار دعارة من نوع جديد في الجزائر دعارة تتخذ من الهواتف النقالة وسيلة للاتصالات والعمل بسرية تامة، حيث يعمل محترفو أقدم وأسوأ مهنة في التاريخ على تنظيم لقاءات بين بائعات الهوى وزبائنهن دون ان يثرن انتباه أي أحد. ويؤكد البروفيسور خياطي ان هذه الطريقة منتشرة بصورة كبيرة في الولايات الجنوبية والولايات الكبرى. وأوضح البروفيسور مصطفى خياطي أن مشكلة الدعارة في الجزائر تتمركز بصفة أساسية في المدن الصناعية وسط المعامل الكبرى والورشات أين يتواجد اكبر عدد ممكن من الرجال العزاب أو ممن تركوا عائلاتهم في المدن الداخلية، وما حصل في حاسي مسعود مؤخرا اكبر دليل على ذلك. حيث تفضل الكثير من بائعات الهوى التواجد في مثل هذه المناطق أين يكون الطلب عليهن كبيرا مقارنة بمناطق أخرى. وذكر البروفيسور خياطي أن ظاهرة الدعارة في الجزائر تتجه في شكل تصاعدي ولا يوجد حاليا أي مؤشر يدل على إمكانية انحصارها في رقم أو منطقة معينة. وأرجع ذات المتحدث أسباب ذلك الى عدة عوامل أهمها الجهل وانتشار البطالة بالإضافة الى الثقافات المستوردة التي سهلت القنوات الفضائية من انتشارها وسط المجتمع ورغبة فئة منهم في العيش وفق الطريقة الغربية. كما أن انتشار تقنيات البلوتوث والهواتف النقالة ساهمت هي الأخرى بطريقة مغايرة في انتشار الدعارة، حيث أصبحت أفلام البلوتوث التي تصور بعلم الاشخاص او دون علمهم وسيلة مربحة للغاية، حيث يتم تصوير الأفلام وتداولها بطريقة سرية بين الشباب والمراهقين. الجهل ساهم في انتشار الظاهرة أكد البروفيسور خياطي أن ما يترتب عن العلاقات الجنسية غير الشرعية من أمراض جنسية مختلفة أخطرها السيدا يدعو الى رفع درجات التحذير الى مستويات قياسية، حيث بات واضحا من خلال اطلاعنا على مختلف الأرقام ان الدعارة أصبحت بوابة ومقدمة للكثير من الامراض الجنسية الخطيرة التي، وللأسف، يجهل الكثير من مرتادي بيوت الدعارة وممارسيها من الجنسيين ان ما يفعلونه هو تهديد فعلي لصحتهم خاصة أن الكثير من هذه الامراض معدية جدا ونسبة الشفاء منها تبقى ضئيلة جدا ان لم يتم احتواؤها وعلاجها في الحين. ونبه البروفيسور خياطي الى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي انتشار هذه الظاهرة وقطع الطريق أمامها، من خلال دراسة الظاهرة وتوفير الحلول المناسبة لها، حيث يرى البروفيسور خياطي ان توفير مجموعة من الحلول الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أصبح أكثر من ضروري للقضاء على الظاهرة. ومن بين الحلول التي يمكنها تقليص الظاهرة ذكر البروفيسور خياطي ان توفير مناصب شغل والقضاء على البطالة سيساهم بشكل كبير في تقليص الدعارة، كما طالب بتوفير رعاية اجتماعية خاصة بالعائلات التي تفتقد الى معيل وتشكل الفتيات النسبة العالية فيها لتجنيبهم الوقوع فرائس سهلة بين أيدي أناس يستغلون فقرهم وحاجتهم للمال والعمل. كما طالب بإجراء العديد من الحملات التحسيسية في أوساط الشباب لتوضيح مدى خطورة ممارسة الدعارة وما يترتب عنها من أخطار صحية واجتماعية ونفسية. ودعا البروفيسور إلى إيجاد مناخ مناسب للحوار بين مختلف أطراف المجتمع لإيجاد حل مناسب للتقليل من الظاهرة.