تميزت جلسة أول أمس التي جمعت عددا من الوزراء للرد على الأسئلة الشفوية للنواب بالمجلس الشعبي الوطني بحدوث ملاسنات كلامية على المباشر بين وزير العمل الطيب لوح والكتلة البرلمانية لحركة النهضة بشأن تجاوزات الشركات الأجنبية العاملة بالجنوب في حق العمال الجزائريين دون أن تتحرك مفتشيات العمل المحلية لوضع حد لذلك. وقال وزير العمل والضمان الاجتماعي والتشغيل، الطيب لوح، بصوت مرتفع، إنه لا ينبغي المبالغة بخصوص قضايا الطرد من العمل لدى المؤسسات الأجنبية الناشطة بحاسي مسعود، مشيرا إلى وقوع حالات استثنائية لعاملين أو ثلاثة ينشطون وسط أكثر من 223 ألف عامل أجير على مستوى 19894 مؤسسة اقتصادية، بينما بلغ عدد المؤسسات الأجنبية العاملة بهذه المنطقة 261 مؤسسة تشغل 44764 عامل أجير من بينهم 8201 عامل أجنبي. واستهجن الوزير كثرة التغليط والإثارة عن عجز مفتشيات العمل عن التدخل مثلما تنص عليه القوانين وفي حدود صلاحياتها، خاصة بعدما أكد نائب النهضة ''علي حفظ الله'' أن أبواب الشركات الأجنبية العاملة في حاسي مسعود موصدة في وجه مفتشيات العمل، حتى لا يمكنها إجراء زيارة مراقبة وتفتيش وكذا إعداد تقارير المخالفات والتحقيق في شكاوى العمال مع مسؤولي الشركات التي يشتغلون بها. وفي هذا الإطار، قدم الطيب لوح حصيلة نشاط مفتشية العمل لسنة 2009 والتي سجلت ما يزيد عن 3 آلاف مخالفة بالقطاع الخاص الأجنبي، على إثر 4413 زيارة مراقبة وتفتيش شملت 756 مؤسسة أجنبية تم فيها تحرير 3275 محضر مخالفة أرسلت إلى الجهات القضائية المختصة. وأضاف وزير العمل أن ذات المصالح خلال نفس الفترة سجلت أكثر من 126 ألف زيارات تفتيش في المؤسسات والورشات على المستوى الوطني، وهذا ما يعني زيادة تعادل نسبة 54 بالمائة مقارنة بحصيلة زيارات المراقبة التي قامت بها مفتشية العمل سنة .2006 وأفضت عملية المراقبة على المستوى الوطني إلى تحرير قرابة 38 ألف محضر مخالفة وجهت للجهات القضائية المختصة للفصل فيها، لاسيما وأنها تخص مخالفات في مجال التصريح بالعمال لدى الضمان الاجتماعي وشروط تشغيل اليد العاملة الأجنبية، وكذا مخالفات تتعلق بعدم احترام تنصيب العمال والأجور والمجالات الصحية. وأكد المسؤول أن الإنجازات التي حققتها مفتشية العمل في مجال الرقابة يعود أساسا إلى الإصلاحات التي استفادت منها لا سيما من حيث تطوير الوسائل المادية والبشرية وترقية التأطير وتكثيف التكوين لتحسين المستوى، وتمكنت من تحقيق العصرنة والكفاءة في الأداءات نوهت بها منظمة العمل الدولية في تقرير لها.