رفع سكان بلدية بوكاف الدير التي تبعد 10 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة، شكوى تحمل في طياتها صرخة استغاثة عاجلة يناشدون من خلالها السلطات الولائية والجهات المعنية التدخل الفوري لوضع حد للمعاناة الكبيرة التي يتخبطون فيها منذ فجر الاستقلال، والمتمثلة أساسا في انعدام وسائل النقل الشرعية ومحطة تسهل لهم رفقة عائلاتهم التنقل إلى بلدية مرسط البعيدة عنهم ب 20 كلم، أو إلى عاصمة الولاية أين يقضون يوميا جل مصالحهم وأعمالهم. فضلا عن أبنائهم المتمدرسين خصوصا وأن بلديتهم تفتقر إلى ثانوية ومراكز التكوين وغيرها من المرافق الحياتية الضرورية، كمستشفى ومصلحة للتوليد وسوق وحمام وغيرها، مما تضطر أغلبية العائلات التنقل يوميا إلى عاصمة الولاية بعد رحلة تعب وشقاء يجوبون من خلالها مسافات طويلة مشيا على الأقدام تتجاوز ال 05 كلم انطلاقا من مشاتي السلاطنية، العواشرية، العجايلية، أولاد سليم، العرايبية وصولا إلى الطريق الوطني رقم 16 أين يبدأ الوجه الآخر من المعاناة من خلال عملية توقيف واستجداء أصحاب المركبات العابرة، بعد ساعة أو ساعتين من الانتظار والوقوف وجها لوجه مع قساوة الطبيعة، سواء أيام فصل الشتاء القارس أو فصل الصيف، أين تتجاوز درجة الحرارة ال 45 درجة مئوية، ونفس المعاناة خلال رحلة العودة إلى منازلهم. ولكم أن تتصوروا عمق المعاناة في ظل انعدام وسائل النقل بالنسبة لامرأة حامل تتسلل إليها أوجاع الولادة في ساعة متأخرة من الليل هذا إذا علمنا أن أقرب وحدة للحماية المدنية تقع على بعد 15 كلم، وحتى الطلاب مجبرين على الالتحاق بمقاعد الدراسة بالثانوية أو الجامعة التي تبعد عن مقر البلدية ب 18 كلم، عند الساعة الثامنة صباحا ولعل أزمة النقل السبب الوحيد في ترك التلاميذ لمقاعد الدراسة بمجرد الانتقال إلى الثانوية. وقد أعرب السكان من خلال العريضة التظلمية الممضاة من طرفهم، والتي تسلمت '' الحوار'' نسخة منها عن عميق استيائهم وتذمرهم من عدم الالتفات لواقعهم المزري وتحقيق مطلبهم الضروري رغم أن البلدية أقرب إلى عاصمة الولاية ويتجاوز عدد سكانها 07 آلاف نسمة.