تقوم عدة وكالات سياحية خاصة بتنظيم رحلات للعمرة بالتقسيط، حيث يقوم الراغبون في أداء مناسك العمرة بتقديم طلباتهم إلى الوكالة التي تشترط دفع مبلغ من المال كمقدم، وتقسيط ما تبقى من المبلغ على دفعات شهرية خلال سنة كاملة. وتعتبر وسائل النقل والمقاهي ميدانا لنشر عروض وكالات السياحة المختلفة. امتدت ظاهرة البيع بالتقسيط لتشمل جانبا آخر من الخدمات، حيث أصبح التوجه إلى البقاع المقدسة لتأدية العمرة في ظل التسهيلات التي تقدمها الوكالات السياحية الخاصة أمرا ممكنا لذوي الدخل المحدود، حيث فتحت العديد من الوكالات السياحية المجال واسعا أمامهم للظفر بعمرة تدفع نفقاتها بالتقسيط على امتداد سنة كاملة. ويتراوح سعر الرحلات بين 11 مليون الى غاية 16مليون سنتيم للرحلة الواحدة، وقد عرفت المنافسة بين الوكالات السياحية مضاربة كبيرة في تقديم العروض، لتصل إلى تنظيم عمرة بالتقسيط، لا يتجاوز المبلغ المطلوب دفعه الستة ملايين سنتيم على أن يقدم باقي المبلغ على دفعات شهرية. هذه العملية، حسب بعض ممثلي وكالات السياحة الذين التقيناهم، قد أجازها معظم العلماء، ما عدا البعض ممن وضعوا شروطا وضوابط شرعية كي لا تكون بابا من أبواب الربا. لا فوائد لمشروع العمرة بالتقسيط يصر أصحاب الوكالات السياحية على أن عروضهم خالية من الفوائد ولا يمكنها أن تتحول إلى ربا، وعن أسعار العمرة بالتقسيط فهي تختلف من وكالة إلى أخرى وكل واحدة تقدم عرضها لزبائنها بشكل تنافسي، حيث أكد بعض ممثلي وكالات السياحة الذين تحدثنا إليهم أنها تتراوح بين 135 ألف و165 ألف دينار جزائري دون فوائد، حيث يقدر سعر الرحلات المنظمة في أوائل شهر رمضان ب 135 ألف دينار، وهي قيمة التأشيرة وتذكرة الطائرة ذهابا وإيابا والإقامة في فنادق 4 نجوم قريبة من الحرمين بمكة المكرمة أو المدينة ووجود بعثة طبية ومرشدي حلقات دينية ضمن الرحلة، بالإضافة إلى الزيارات لعدة مناطق. ويدفع المعتمر للوكالة 5 ملايين سنتيم مسبقا، مع الملف المتمثل في شهادتي ميلاد وثلاث صور شمسية وصورة طبق الأصل من جواز السفر و12 صكا، بالإضافة إلى إبرام عقد مع الوكالة، أما المبلغ المتبقي فيتم دفعه خلال 12 شهرا، حيث يدفع الحاج 6 آلاف دينار كل شهر. أما العمرة التي تكون في أواخر شهر رمضان الكريم، فقيمتها تقدر ب 165 ألف دينار، أين يتم دفع مبلغ 70 ألف دينار مسبقا، و6 آلاف دينار جزائري خلال 12 شهرا. تلبية لرغبة محدودي الدخل أفاد ممثل إحدى وكالات السياحة المختصة في العمرة أن عدد المعتمرين الجزائريين سيتضاعف كالعادة خلال شهري شعبان ورمضان، مشيرا الى أن عددهم وصل إلى 25 ألف معتمر منذ بداية الموسم تكفلت بهم مختلف الوكالات السياحية والدولة على السواء. ويرجح ذات المصدر اهتمام الوكالات السياحية بإجراء وتنظيم عمرات بالتقسيط نتيجة رغبة الكثير من الجزائريين ومن مختلف الأعمار في التوجه الى البقاع المقدسة خاصة خلال شهر رمضان المعظم، ونتيجة قلة ذات اليد للكثيرين منهم تم إطلاق هذه الفكرة التي استجاب لها ورحب بها الكثير منهم، حيث سمحت لآلاف الجزائريين بزيارة الحرم المكي كما تضمن الوكالات السياحية إمكانية أن يقوم أحد الاشخاص بالتكفل بإجراءات عمرة لفائدة والده أو والدته أو أحد معارفه بنفس الطريقة وبتقسيط المبلغ على دفعات. وبما أن الجزائريين اعتادوا على طريقة الدفع بالتقسيط لمختلف حاجياتهم سواء ما تعلق بها بالمنزل او السيارة او حتى الأجهزة الالكترونية، فلماذا لا يتقبلون، حسب أحد ممثلي وكالات السياحة، فكرة العمرة بالتقسيط. س.ح