حالة من الأسى والألم خيمت على الساحة الفنية الجزائرية بفقدانها صاحب رائعة ''من أجلك عشنا يا وطني'' ،الملحن الكبير شريف قرطبي، الذي اعتبر الفنانون الجزائريون فقدانه خسارة كبيرة للفن فهو مرجع من مرجعيات الموسيقى... وبهذه المناسبة الأليمة توقف بعض الفنانين الذين اتصلت بهم ''الحوار'' لسرد أجمل ذكريات جمعتهم بهذا الرجل الذي أمد لهم جسور التواصل والمحبة والتعاون فرددوا جميعا...''خسرنا ابا روحيا... خسرنا دعما نفسيا... وحافزا قويا... إنا لله وإنا إليه راجعون''. بريزة السطايفية: وداعا أستاذ الفن الجزائري أعربت الفنانة بريزة السطايفية عن حزنها العميق لرحيل شريف قرطبي، حيث قالت ''تعاملت معه كثيرا فكنت ألتقي معه في الحفلات والمهرجانات الكبرى على غرار مهرجان الأغنية السطايفية بولاية سطيف التي كان عضوا في لجنة تحكيمها وكان دائما يعطينا إحساسا بالراحة ويعاملنا على مستوى واحد. لقد كان، رحمه الله، تقول بريزة، أستاذا بمعنى الكلمة وكان بمثابة أب لجميع الفنانين دون استثناء، يحترم الكل ويقدرنا ولم يبخل علينا يوما بعطائه الفني الكبير. كان يعطيني إحساسا بأنني أحد أفراد عائلته ولا يوجد في العالم أحسن من هكذا إحساس. وكل ما أستطيع قوله هو دعاؤنا بان يتغمد الله روحه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته وتعازينا القلبية لعائلته في هذا المصاب الجلل. وهيبة مهدي: رحيل قرطبي خسارة للساحة الفنية الجزائرية نفس الشعور اعترى الفنانة وهيبة مهدي التي تأثرت كثيرا بوفاة صانع الموسيقى الجزائرية شريف قرطبي، حيث عبرت خلال حديثها مع ''الحوار'' عن ألمها الشديد والبالغ لرحيل عميد الملحنين الجزائريين شريف قرطبي والذي يعد، حسبها، خسارة جد كبيرة للساحة الفنية التي تفتقد أمثاله. فقرطبي، تقول مهدي، تعاملت معه لمدة سبع سنوات في الإذاعة الوطنية، فكان نعم الأب الخلوق والهادئ الذي يعمل على رعاية أبنائه، وكل ما جمعني به هو ذكريات جميلة خاصة لما كنا نسجل أوبرا ''من أجلك عشنا يا وطني'' في الإذاعة الوطنية الجزائرية. فألف رحمة على معلمنا الكبير شريف قرطبي وأسكنه الله فسيح جناته وتعازينا لعائلته التي نأمل من الله أن يلهمها الصبر والسلوان في هذا المصاب. دليلة نعيم: خسرنا شخصية فنية قدمت الكثير للفن الجزائري أعربت مطربة الحوزي العاصمي دليلة نعيم عن أسفها إزاء المصاب الجلل الذي ألم بالأسرة الفنية الجزائرية بفقدان القامة الفارهة شريف قرطبي قائد الجوق بالتلفزة الوطنية، وقالت ذات المتحدثة: لقد تشرفت بالعمل مع هذا الفنان العبقري في الكثير من المناسبات داخل وخارج الوطن.. كان إنسانا يحترم نفسه والمحيطين به، صراحة لقد خسرنا شخصية فنية قدمت الكثير للفن الجزائري دون مقابل، فكان بمثابة الشمعة التي تنير درب الآخرين، وأضاءت بيت الفن الجزائري. فرحم الله روح الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون، وأسكن جثمانه الطاهر فسيح جنانه قرب النبيين والصديقين، رحل شريف وبقيت أعماله خالدة مدى الحياة فالفن الجزائري لا يزول بزوال الرجال. محمد لعراف: نحن لا نتذكر الفنان إلا عند موته من جهته تأسف مطرب الفن الصحراوي محمد لعراف لرحيل الموسيقار شريف قرطبي، حيث قال بشأنه بأنه يعد أحد عمالقة الفن العالمي، حيث استطاع أن يوصل الفن الجزائري إلى مصاف العالمية. شريف قرطبي، يضيف لعراف، شخصية فذة وفريدة من نوعها لقد تعاملت معه ووجدته فنانا بكل المقاييس يحب عمله ويخلص له، شخصية لها حضور قوي ليس فقط على الصعيد المحلي إنما يتعدى صيته كل أصقاع الدنيا، لما يتميز به من وعي ثقافي وحس فني بارع، فهورجل ثقافة وحضارة. وقال لعراف مستطردا: للأسف نحن في الجزائر لا نتذكر الفنان ولا نتعرف على خصاله ولا نمجد عمله ولا نكرمه إلا بعدما يغادر الدنيا، أقولها بصراحة السلطات المعنية والمشرفة على القطاع الثقافي في بلادنا لا تعطي أهمية للفنان ولا تعترف به على الإطلاق، بل تتذكره يوم الإعلان عن وفاته، عدا ذلك فهو قاب قوسين أو أدنى، ومن أمثال شريف قرطبي كثيرون ممن يعانون في هذا الوطن ومن جملة هؤلاء الموسيقار هارون الرشيد الذي توفي أمس. نادية بن يوسف: كان أستاذا ومدرسة تخرجنا منها نحن الفنانين بنبرات حزن عميقة تحدثت إلينا المطربة نادية بن يوسف التي ظهرت متأثرة بوفاة صاحب البصمة الذهبية شريف قرطبي، وقالت ''لقد سبق أن تعاملت مع الفنان الشامخ شريف قرطبي انطلاقا من بداياتي الفنية، كان أستاذا ومدرسة تخرجنا منها نحن الفنانين، فأعطى دون أن يطالبنا بالمقابل، رحل الرجل ولكن أعماله تبقى خالدة خلود هذا الوطن الذي احتضنه حيا وضمه ميتا، نم يا شريف قرير العين ونتضرع إلى المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جنات الرضوان مع الشهداء والأنبياء. شريف قرطبي، تضيف نادية، كان لنا أستاذا وأبا وأخا صديقا.