تم مساء أمس الكشف عن أهم محاور وأهداف مخطط الاتصال الخاص بترقية حقوق الطفل بمقر الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة الذي أشرفت على إعداده تكملة لمخطط العمل الوطني للطفولة. المخطط الذي يمتد من 2009 إلى 2011 يهدف أساسا إلى ترقية ثقافة حقوق الطفل ضمن مسعاه لتغيير الذهنيات والخلفيات التي تحكم علاقة المحيط بالطفل. وركزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر في كلمة افتتاحية سبقت عرض المخطط على أهمية استخدام وسائل الاتصال باختلافها في الترويج للمخطط الوطني للطفولة الذي تم إطلاقه في 19ديسمبر الماضي، وطبعا لنشر ثقافة حقوق الطفل لدى الأطفال بحد ذاتهم وكذا لدى أوليائهم وكل فئات المجتمع لاسيما المؤسسات المعنية بعالم الطفولة. وتسعى الوزارة من خلال وضع هذا المخطط الاتصالي إلى التواجد الدائم لمواضيع الطفولة على مستوى المجتمع باستخدام وسائل الاتصال المختلفة المباشرة منها والجماهيرية وذلك بطريقة "عقلانية". وذكرت الوزيرة في السياق بأهم الخطوات المنجزة لتحقيق أهداف المخطط لاسيما إقامة معرض صور متنقل حول حقوق الطفل وتكوين مجموعة من الصحافيين في مجال حقوق الطفل وكذا توجيه رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال للتحسيس بأهمية حماية الطفل. ولدى عرضه للمخطط أشار المشرف عليه سعيد شبين أن إعداد هذا الأخير تم على مراحل؛ الأولى نقطة الانطلاق ثم النشاطات التي يقترحها المخطط وأخيرا النتائج التي يعمل على تحقيقها. وأكد أن إعداد المخطط اعتمد على دراسة وتحليل الظرف الوطني وأهم المتغيرات التي عرفها المجتمع الجزائري والتي أوضحها الإحصاء الأخير للسكان. وفي قراءة لفحوى المخطط نجد أن الهدف العام الذي وضع له هو "مسايرة التطورات الحالية وإسناد العائلات وعدم تركها لوحدها والحرص بشكل أساسي على مصلحة الطفل". وتحت هذا الهدف العام توجد أهداف محددة أو لنقل نتائج يسعى لتحقيقها من بينها تراجع نسبة وفيات المواليد الجدد، وتراجع ظاهرتي عدم التمدرس والتسرب المدرسي، ومساهمة المواطنين الفعالة في حماية الطفل، إضافة إلى مشاركة أوسع للأطفال في نشاطاتهم الخاصة. وتوجه المخطط في المقام الأول إلى الأولياء ثم كل المشاركين في المسؤولية الأبوية كالمربين والعاملين في مصالح الصحة والعدالة والأمن وللأطفال ذاتهم بكل فئاتهم دون استثناء. ويضاف إليهم كافة الهيئات والمؤسسات التي تعنى بالطفل حتى منتجي الألعاب. وسيعمد المخطط إلى التعريف بالتشريعات الخاصة بالطفولة التي يجهلها العديد ومن خلالها التعريف بالحقوق التي من المفروض أن يتمتع بها كل طفل. ولذلك ينتظر أن ينشر بشكل دوري مطويات وأقراص مضغوطة تعالج مواضيع ذات علاقة. للإشارة فإن المخطط الذي لايتعدى عمره الثلاث سنوات يفتح المجال لتطوير مخططات متخصصة حسب القطاع أو حسب المنطقة بإشراك أكبر لوسائل الإعلام والحركة الجمعوية. يذكر أن جلسة عرض المخطط تمت بحضور الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي سعيد مقدم باعتبار أن العرض صادف الاحتفال باليوم المغاربي للطفولة الموافق ل17 فبراير، وكذا مساعد ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر منذر خالد الذي أشار إلى أن الهيئة الأممية ساعدت تقنيا وفنيا في إعداد المخطط ملحا على أهمية "الاستثمار في التغيير الايجابي للسلوك باعتباره أنجع مقاربة" مذكرا بأهمية استخدام الإعلام في إيصال الرسالة إلى الجمهور المستهدف.