يعيش السكان بقصور بلدية أدرار أوضاعا معيشية صعبة للغاية جراء غياب المرافق الضرورية ومتطلبات الحياة، وذلك بالرغم من أنها لا تبعد في مجملها سوى بضعة أمتار عن مقر البلدية حتى لا نقول كيلومترات وهي المسافة التي تبعدها كذلك عن عاصمة الولاية، فنجد معظم هذه القصور التي تضم بنسبة 70٪ من سكان بلدية أدرار تئن تحت وطأة الإقصاء والتهميش وكذا التخلف على جميع الأصعدة، فلا يكاد ينتخب مجلس بلدي جديد بعد انقضاء عهدة المجلس القديم إلا وكان به الثلث الضامن لهذا المجلس من أبناء هذه القصور لكي يبقى الخلل قائما دون معرفة الأسباب. بحيث بقيت هذه القصور (تجمعات سكانية) على حالها فلا طرق معبدة داخلها كالأحياء الأخرى المشكلة للبلدية ولا مياه شرب كافية بحنفياتها، ولا قنوات صرف صحي تربطها بالقنوات الرئيسية، وتشهد البلدية تأخر المشاريع أو توقفها بعد أن انطلقت لأسباب واهية ما جعل كل مواطن يشكل خطرا بيئيا على صحته وصحة أفراد عائلته من خلال الآبار أو المطمورات الفردية بالقرب من مسكنه، ما يجعل الأمراض تحيط به من كل جانب، ناهيك عن الحشرات الضارة التي تكثر خلال فصل الصيف بشكل رهيب ما يعني أن هؤلاء الناس أصبحوا في خطر جراء هذا الوضع، وبقيت هذه القصور كما كانت في السابق فلا السكنات الطويلة الهشة المهددة بالسقوط تمت إزالتها وأعيد بناؤها حفاظا على حياة المواطنين الساكنين بهذه القصور أو قاصديها وذلك بالرغم من البرامج السكنية التي سجلت في هذا الشأن، والتي نذكر من بينها برامج الانعاش الاقتصادي والتجديد الريفي الذي خصصت له الدولة الملايير من الدينارات من أجل تحسين حياة المواطن، بحيث أن أدرار سجلت عدة برامج تتمثل في ترميم القصور وتزيين المحيط، غير أن المواطن لم يكن أبدا راضيا على تلك البرامج والطرق التي أنجزت بها في العديد من القصور المعنية ببلدية أدرار، كون معظم هذه المشاريع مست الواجهات الأمامية لأزقة وشوارع هذه القصور المعنية ببلدية أدرار فقط، دون الولوج إلى معاناة المواطن الحقيقية بداخل مسكنه المهدد بالانهيار في أي لحظة دون مراعاة ذلك من طرف السلطات المحلية أو المهندسين والمشرفين على هذه البرامج، التي استهلكت ملايير كبيرة دون تحسين ظروف الحياة لهؤلاء الناس بقصور ذات البلدية، ما يجعل ناقوس الخطر يدق بها خاصة ونحن على مشارف عهدة ثالثة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أعطى أهمية بالغة لهذه المناطق المعزولة التي صبرت معه على المحن أثناء الشدائد واحتضنته لعدة سنوات يوم أن كان يهرب إليها لنسيان ضوضاء العاصمة، فهل سيرضى إن علم بوضعية هذه القصور؟، ما يجعلنا نحن قبل غيرنا نتساءل عن الخلل وعن مسبباته وعن تأخر المشاريع التنموية بهذه القصور خاصة المشاريع المرتبطة بالمواطن كمياه الشرب والطرقات.