أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات خاصة سيطرت على السفينة الإيرلندية ''راشيل كوري'' التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، وأنها اقتادتها إلى ميناء أشدود. وجهت قوات الكوماندوز الإسرائيلية نداء للسفينة بالتوقف ثلاث مرات، وعندما امتنعت ''راشيل كوري'' عن التوقف اقتحمت القوات الخاصة السفينة دون أي مقاومة من النشطاء على متنها، حيث دارت فقط مشادات كلامية بين الجانبين، وكانت قوات الاحتلال قد قامت بالتشويش على الاتصالات التي تجريها السفينة، استعدادا لاجتياحها، وأعلنت في وقت سابق أن قواتها البحرية الخاصة ستصعد إلى متن السفينة للسيطرة عليها إذا لم تغير اتجاهها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي. وفي اول رد فعل للمقاومة الفلسطينية، دانت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' اعتراض اسرائيل سفينة ''راشيل كوري''، وقال احمد يوسف رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار في الحكومة المقالة والعضو في حركة حماس إن ''منع الاحتلال لهذه السفينة جريمة اخرى ترتكبها اسرائيل في أقل من أسبوع''. من جانبه، أكد أفرخاي أَدروع المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جميع الخيارات متاحة للتعامل مع سفينة المساعدات الإنسانية ''راشيل كوري''، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتوقف على النهج الذي سيتبعه النشطاء على متن السفينة. وزعمَ المتحدث أن السفينة أمامها خياران أولها الاستجابة إلى النداءات الإسرائيلية التي ادّعى بأنها سلمية وصادقة وهي التوجه إلى ميناء أشدود وتفريغ حمولتها ليتم نقلها إلى قطاع غزة من خلال المعابر البرية أو أن إسرائيل ستقوم باقتياد السفينة إلى الميناء بمعرفة جنودها، وأوضح أن جميع الخيارات متاحة للتعامل مع سفينة المساعدات الإنسانية بما فيها الخيار العسكري، مشيراً إلى أن هناك قرارا وزاريا متخَذا بهذا الشأن، ورفض المتحدث طلب الناشطين بإجراء تفتيش دولي للسفينة قبل دخولها إلى القطاع، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تسمح لأي جهة كسر الحصار عن قطاع غزة نظراً لقيام حماس باعتقال أحد الجنود الإسرائيليين، واستنكر الحملة الدولية التي تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة زاعماً أن القطاع يتم إدخال المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها من خلال المعابر البرية بشكل منتظم. وادّعى أن الناشطين الذين جاءوا على متن ''أسطول الحرية'' والذين على السفينة ''راشيل كوري'' يسعون إلى هدف آخر الا وهو تشويه صورة إسرائيل، وكان الناطق باسم لجنة استقبال السفينة في غزة قد اعلن في وقت سابق:''تم اعتراض راشيل كوري على بعد 35 ميلا (بحريا) عن سواحل غزة''. وأكد امجد الشوا المسؤول في لجنة استقبال السفينة ومنسق شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية ان ''عدة زوارق بحرية اسرائيلية اعترضت هذه السفينة على بعد حوالي 30 إلى 35 ميلا (بحريا) من شواطئ بحر غزة''، وقال صوفي يوسف من منظمي ''راشيل كوري'' ومدير مكتب رئيس الوزراء الماليزي سابقاً: ''إن منظمي الرحلة يقومون بتنسيق المساعي مع وزارة الخارجية الماليزية وذلك بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وماليزيا. وقال: إن الاتصال يجري عن طريق طرف ثالث وذلك من أجل ضمان سلامة النشطاء الموجودين على ظهر السفينة في حالة اعتقالهم من قبل جنود إسرائيل''، موضحا انه يوجد على متن السفينة 6 مواطنين ماليزيين و5 إيرلنديين وهم غير مسلحين، وبدأت السفينة الايرلندية ابحارها منتصف الشهر الماضي من احد الموانىء في ايرلندا بتأخير استمر يومين وتحمل على متنها 1200 طن من المساعدات من ايرلندا وقد تأخرت عن اسطول الحرية الذي كان يضم ثماني سفن من تركيا والكويت والسويد واليونان ودول اخرى، يذكر ان اسم ''راشيل كوري'' جاء تيمنا بالناشطة الامريكية راشيل كوري التي قتلت قبل سنوات عدة عندما داستها جنازير جرافة عسكرية اسرائيلية ضخمة خلال محاولتها لمنع تدمير منزل فلسطيني في عام 2003 بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة وكانت الحكومة الايرلندية قد نقلت في الايام الاخيرة رسالة حاسمة لإسرائيل، اكدت فيها بأنه إذا تمت السيطرة بالقوة على سفينة ''راشيل كوري'' ستمنع دخول الملحق العسكري الاسرائيلي، والموجود حاليا في العاصمة البريطانية، إلى دبلن، وقالت صحيفة ''معاريف'' الاسرائيلية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قال في اجتماع عقدته اللجنة السباعية الاسرائيلية: ''لن نسمح لسفن بالوصول إلى غزة، لا الآن ولا في المستقبل، وننوي توجيه سفينة راشيل كوري إلى ميناء اشدود ونقل البضائع المدنية التي تحملها بعد إجراء تفتيش امني إلى قطاع غزة''.