أعلن الجيش الصهيوني إنه سيطر على السفينة الإيرلندية راشيل كوري التي تحمل مساعدات إنسانية ومتضامنين مع غزة دون اللجوء إلى العنف، وإن قواته صعدت على متن السفينة وقادتها إلى ميناء أسدود. وكان الناطق العسكري الإسرائيلي قد قال إن السفينة تجاهلت طلب زوارق البحرية الإسرائيلية بالتوجه إلى ميناء أسدود والتوقف عن إبحارها نحو قطاع غزة. وكانت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي المقدمة آفيتال ليبوفيتش قد قالت أمس إن القوات الإسرائيلية ستعتلي السفينة التي تقل مساعدات ونشطاء إذا واصلت رفضها تحويل مسارها بعيدا عن قطاع غزة، وتابعت إذا لم يتركوا أمامنا أي خيار فسنضطر لاعتلاء السفينة. وقالت مصادر إسرائيلية إن سلاح البحرية قد أجرى اتصالا مع ربان السفينة عندما كانت على بعد مائة كيلومتر شمال شرق قطاع غزة وأمرها بأن لا تدخل المياه الإقليمية للقطاع لأنها منطقة عسكرية مغلقة تخضع لحصار بحري. وقال أمجد الشوا منسق الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة الذي تحدث للجزيرة من غزة إن الاتصالات بالسفينة ما زالت مقطوعة، وطالب المجتمع الدولي بأن يكون منحازا للعدل، كما تمنى أن تصل راشيل كوري إلى غزة. وكان المراسلون قد تحدثوا عن أن سفينة المساعدات الإيرلندية تم إيقافها في المياه الدولية على بعد خمسة وثلاثين ميلا من غزة من قبل سفن البحرية الإسرائيلية. وأفاد أن المتضامنين على السفينة قدموا اقتراحا يقبل بتفتيش السفينة، ولكن بشرط أن يتم ذلك في عرض البحر ومن قبل فريق محايد. وكان البيت الأبيض قد قال إن حصار إسرائيل المستمر منذ ثلاث سنوات لقطاع غزة لا يمكن أن يدوم ولا بد من تغييره، في حين دعا السفينة الإيرلندية إلى تغيير وجهتها نحو ميناء أسدود الإسرائيلي لتجنب المواجهة مع البحرية الإسرائيلية. وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وشركاء دوليين آخرين لوضع إجراءات جديدة لتسليم مزيد من السلع والمساعدات لغزة. وأضاف هامر أنه لا يمكن تحمل الإجراءات الحالية ولابد من تغييرها، غير أن المسؤول الأميركي حث سفينة راشيل كوري على تحويل اتجاهها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتفادي وقوع مواجهات غير ضرورية، في إشارة ضمنية إلى ما وقع على متن أسطول الحرية الاثنين الماضي حين ارتكبت إسرائيل مجزرة بحق المتضامنين وقتلت وجرحت عشرات منهم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان قد أكدا مجددا الجمعة رفضهما السماح بوصول أي سفينة مساعدات دولية إلى قطاع غزة، وقال نتنياهو إن سفينة المساعدات راشيل كوري ستُقاد إلى ميناء أسدود وستخضع للتفتيش. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن طاقم السفينة رفض اقتراحًا إسرائيليا بالإبحار إلى ميناء أسدود بمرافقة زوارق حربية إسرائيلية. وصرح مسؤول في الحكومة الإسرائيلية رفض ذكر اسمه بأن نتنياهو أبلغهم خلال اجتماع مغلق مساء الخميس أنه أوعز للقوات الإسرائيلية بتوخي الحذر والتحلي بالكياسة في التعامل مع السفينة الإيرلندية التي تحمل على متنها 1200 طن من الإمدادات الإنسانية لسكان قطاع غزة المحاصر. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد توعد باعتراض السفينة الإيرلندية المتجهة إلى شواطئ غزة. وادعى ليبرمان أن سفن كسر الحصار عن غزة تعد اعتداء على سيادة إسرائيل. يشار إلى أن السفينة تحمل اسم المتضامنة الأميركية راشيل كوري التي داستها جرافة إسرائيلية عام 2003 لدى تصديها لقيام الجيش الإسرائيلي بهدم منزل أحد مواطني مدينة رفح، وهي تقل 15 شخصا هم تسعة متضامنين وعناصر الطاقم الستة.