ما يلفت الانتباه أثناء التجول بشارع (بيجون) بالجزائر العاصمة، هو مساحة بيع النباتات التي أضفت عليه رونقا وجمالا نظرا لتعدد وتنوع النباتات فيها، إذ يجد الزبون أجمل الأنواع مما يثير فضوله... يقول (أنيس. ب) أحد باعة النباتات: ''أمارس هذه المهنة منذ عشر سنوات، فهي بالنسبة لي هواية لأني إنسان أحب كل ما هو أخضر''. المتحدث أشار إلى أنه لم يكن للباعة مكان ثابت لممارسة مهنتهم، إذ في كل مرة يتم نقلهم من منطقة لأخرى، منها ساحة البريد المركزي وساحة أودان، الى غيرهما من الأماكن ليستقر بهم المطاف في شارع (بيجون) منذ عام ونصف. ويوضح البائع أن هناك نباتات تعيش داخل المنزل وأخرى تعيش خارجه وأن جميع النباتات الموجودة عنده محلية ويسعى للحفاظ عليها داخل مشاتل بكل من باب الزوار، بوفاريك الخ...، أما عن تعداد النباتات الموجودة عنده فيقول: هناك (القظيفة) أو (كوليوس) التي هي نبتة قديمة تعيش تحت درجة حرارة مرتفعة وبإمكانها العيش داخل المنزل وخارجه وكذلك (العدرة) أو (لورتونسيا) والتي سميت بهذا الإسم لأنها تحمل ازهارا طيلة أربعة أشهر، وكذا (الحاشية) أو (فاناجيون) والتي أكد لنا أنها تنمو في الظل ولا يستحب تعريضها لأشعة للشمس. أما (محمد. أ)، فيؤكد من جهته أنه يمارس هذه المهنة منذ 25 سنة والتي ورثها عن والده. وفي سياق الحديث معه، أوضح لنا أن بعض النباتات التي يبيعها مستوردة من تايلاندا تحديدا مثل (بومب دوشونس) و(نولينا)، بالإضافة الى (بيغونيا)، وهي نباتات تنمو خارج المنزل وتتميز بأزهارها الجميلة، أما نبتة (أذن الفيل) فهي من النباتات التي تنمو طبيعيا داخل المنزل. وبالنسبة لأغلى النباتات عنده، يقول أنها (نبتة سيكاس) ونبتة (كسينيا)، وهما شجرتان يقتنيهما الأثرياء غالبا، ويشتري الجزائريون في العموم نبتات (الإكليل، الحبق، الفيجلة واللويزة). من جهة أخرى، صادفنا بائع الطيور (صابري رضا)، الذي يقول أن هذه المهنة يمارسها منذ عشر سنوات وأن بعض أنواع الطيور الموجودة عنده محلية ومنها ما يتم استيراده مثل (الببغاء والطائر الحزين). أما عن الأنواع الموجودة عنده، فنجد (الكناري، طيور الجنة، الحسون...). ويكشف لنا المتحدث عن ارتياحه لوجود نسبة معتبرة من الأفراد لديهم ثقافة الاهتمام بالطيور والنباتات ويقبلون على اقتنائها. وكان اللقاء مع هؤلاء الباعة فرصة للاطلاع على بعض مشاكلهم، وفي مقدمتها انعدام المياه التي يجلبونها من المطاعم المجاورة لسقي النباتات، كما أن تواجد المشتلة على حافة الطريق الرئيسي، يمنع الزبائن من ركن سياراتهم، مع العلم أن هناك مساحة شاغرة وراء المشتلة غير مستعملة لأي غرض بإمكان المسؤولين أن يجعلوها موقفا لسيارات الزبائن حتى يجدوا راحتهم في الشراء بدل أن يكون المكان مرتعا لبعض المنحرفين، وهو ما يضع الزبونات خصوصا في حرج، لذا طلبوا من المسؤولين التدخل.