أظهرت نتائج مسح ميداني حول أثر الصحة الجنسية على سعادة الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، شاركت فيه الجزائر، أن الجنس يحتل المرتبة الثالثة ضمن أولويات الحياة عند الرجال والخامسة عند النساء بالرغم من عدم رضا معظمهم عن حياته الجنسية. بمعنى أن الجزائريين على غرار شعوب المنطقة الشمال إفريقية لا يولون أهمية كبيرة للحياة الجنسية، إذ تسبقها أوليات الحياة الأخرى. تم الإعلان عن نتائج الدراسة خلال مؤتمر عقد في مدينة الرياض مؤخرا، بحضور رئيس الجمعية العالمية لطب الجنس الدكتور جون دين وأستاذ المسالك البولية في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسن فارسي. وقال المشرفون على الدراسة خلال عرض نتائجها إنه قد طلب من المشاركين في المسح الميداني وعددهم ألف رجل وامرأة من 7 دول عربية وإفريقية هي: لبنان، السعودية، الإمارات، الجزائر، المغرب وجنوب إفريقيا ومصر، ترتيب 18 من أولويات الحياة المختلفة مثل الصحة العامة، القدرة المالية، الحياة الأسرية، إنجاب الأولاد والعلاقات الاجتماعية وغيرها من الأولويات، فجاءت الصحة العامة في المرتبة الأولى بالنسبة للرجال، يليها العمل والمستقبل المهني، بينما جاء الجنس في المرتبة الثالثة، أما بالنسبة للسيدات، فجاءت الحياة الأسرية على قمة الأولويات فيما جاء الجنس في المرتبة الخامسة. وذكر الباحثون أنه بالرغم من أن 98 في المائة من الرجال و96 في المائة من السيدات أكدوا أن الجنس مهم في حياتهم، أقر 81 في المائة من السيدات والرجال بعدم الرضى عن حياتهم الجنسية الحالية، منوهين إلى أن أهمية الجنس في منطقة الشرق الأوسط تتضح عند مقارنة نتائج هذا المسح بنتائج بحث مثيل أجري في جنوب شرق آسيا، أقر فيه 55 في المائة من الرجال و36 في المائة من النساء بأهمية الجنس ضمن أولويات الحياة. وأضاف الباحثون أن نتائج المسح أظهرت أن الرضى عن الحياة الجنسية يؤثر على معدل النشاط الجنسي، حيث بلغ معدل اللقاء الحميم بالنسبة للسيدات والرجال الراضين عن حياتهم الجنسية في الشرق الأوسط وإفريقيا نحو 12 لقاء شهريا مقارنة بنحو 7 لقاءات للسيدات والرجال الذين أظهروا قدرا أقل من الرضى، ما يؤكد مدى اهتمام شعوب منطقة الشرق الأوسط بالجنس رغم ضغوط الحياة. رضاهم عن حياتهم الجنسية مرهون بجوانب الحياة الأخرى وأضاف المشرفون على الدراسة الذين ينتمون جميعهم إلى الجمعية العربية للصحة الجنسيةّ، أن نتائج المسح شملت 60 سؤالا تم توجيهها للمشاركين تغطي العديد من جوانب العلاقة الحميمية والصحة العامة والعلاقات الزوجية والاجتماعية وأولويات الحياة المختلفة للسيدات والرجال، كشفت أيضا أن عدم الرضى عن الحياة الجنسية لا يقتصر على السيدات والرجال المتقدمين في السن، ولكن يشاركهم فيه الشباب أيضا، فقد تمت مقارنة المشاركين في البحث بعد تقسيمهم ل 3 مجموعات عمرية شملت الأولى الرجال والسيدات قبل سن ال ,30 والثانية بين سن ال 30 وال ,50 والثالثة فوق سن ال ,50 وتبين أن السيدات تحت سن ال 30 هن الأقل رضى عن الحياة الجنسية، وعلى الجانب الآخر كان الرجال بين سن ال 30 وال 50 أقل رضى عن حياتهم الجنسية. وقال الباحثون، أظهرت نتائج الاستبيان أيضا أن الرضى عن الحياة الجنسية يؤثر بشكل كبير على الرضى عن أولويات الحياة الأخرى، فالسيدات والرجال الذين أقروا بالرضى التام عن حياتهم الجنسية أظهروا قدرا كبيرا من الرضى عن أولويات الحياة الأخرى، ونظرة أكثر إيجابية لأمور الحياة العامة، وأظهروا قدرا أكبر من الثقة بالنفس.