يتواصل، ببهو المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، المعرض الخاص بأعمال الفنان عطار يوسف، الذي يتضمن47 لوحة تعبر عن الرؤية الفنية لهذا الفنان من منطلق اجتماعي وديني وغيره، وهي الأعمال التي تأخذ المشاهد إلى عالم بعيد في التفكير والتأمل في طبيعة الذات البشرية. من بين هذه الأعمال المعروضة نجد لوحة جمع من خلالها الفنان عطار مريم العذراء وهارون عليه السلام، مبرزا النور المشع من وجهيهما الكريمين دون تشخيصهما بالطبع مستحضرا في ذات اللوحة النص القرآني. كما جمع عطار في لوحة أخرى كلا من موسى وهارون عليهما السلام دون إظهار وجهيهما. وتحضر في لوحات الفنان قصة يوسف عليه السلام من خلال صورة غير مشخصة وأمامها نجمة صعود النيل. وتحضر أيضا قضية الحوار بين الأديان في لوحة جمع من خلالها عطار ثلاثة أشخاص كل واحد منهم يمثل ديانة سماوية معينة، انزووا في زاوية يتذاكرون ويتناقشون في جو هادئ، فيما تظهر اللوحة أناسا خارج المكان يروحون ويجيئون في سلام كإشارة الى أن الدين هو رمز للسلام والوئام. وبعيدا عن القصص القرآني والحكايات الدينية جسد الفنان عبر لوحاته مشاهد أخرى منها لوحة تمثل سركا للألعاب، يحاول من خلالها الترميز الى أن الحياة عبارة عن خشبة للتمثيل. وفي لوحة أخرى نلمح المشاهد الخاصة بالحياة في القصبة فنجد مشهدا لربة منزل جالسة في وسط الدار وقد احتضنت ابنها أمام المائدة التقليدية. وفي لوحة اخرى تظهر النافورة وسط الدار والمدخل المزين بالقبب والاقواس، وهو ما يعكس جماليات فن المعمار العربي الإسلامي. جمال الصحراء ببيرق وكثبان رمالها كان حاضرا في هذا المعرض، من خلال لوحة الصحراء التي تعكس رمز الحياة في قلب البادية من خلال الواحات المنتشرة في كل مكان.