تتداخل النغمات اللونية في لوحات التشكيلي رابح محجوبي لتتحول لسيمفونية لونية تعتمد على تقنيات تشكيلية جديدة، التي تعمل على تحليل الأشكال إلى مساحات مرئية يمكننا التعارف عليها. ''مثل الجائزة'' هكذا اختار محجوبي عنونة معرضه الذي يتواصل ببهو المكتبة الوطنية الحامة الذي ضمنه 60 لوحة انتقاها الفنان من بين لوحاته التي يحتفظ بها في مرسمه، وهي تختزل رؤيته الوجودية والفنية والتشكيلية.. ينقل لنا مشاهد من الواقع، في تفاصيل يلتقطها بريشته وألوانه وكأنه يريد التوثيق للحظات معينة تدون تاريخ وحياة مدينة الجزائر وما يدور فيها من أحداث تسكن في ذاكرته ووجدانه.. وتتمحور لوحات المعرض حول انطباعية المشهد في مخيلة الرسام، وكأنه يفتقد تلك التفاصيل في زمنه الحاضر فهو يعتمد على تقنيات البحث في أعماق الذات.. لوحات المعرض إشارات ذاتية للرسام وارتباطه بهذا الوسط المعاش، حيث تتواري إشارات مباشرة في أعمال الرسام له هذا الفضاء الفني بتفاصيل معماره ومرتاديه، ولا تخلو لوحة في المعرض من هذه الإشارات التراثية. وتأتينا لوحات محجوبي بألوان مغايرة وكأنها قديمة، حيث يعتمد علي ألوان طبيعية غير مصنعة، ربما هي أصباغ نباتية.. فيأتي الرسم متناهياً في القدم، خصوصا أنه ينفذ رسوماته علي حوامل متنوعة ميزتها القدم تحيل علي كل ما هو تراثي. يستلهم الفنان حلمي التوني الفن الشعبي في لوحاته، بتقنية مختلطة على القماش في طابع انطباعي عن الأحوال النفسية للفنان. وأوضح رابح محجوبي أن الموضوع والألوان مرتبطان بالواقع المعاش مضيفا أن العمل الثري من حيث الألوان قائم على الجمال التشكيلي والإنسجام. ويذهب الفنان المتخرج من مؤسسة الفنون الجميلة بالجزائر دفعة 1974-1978 عبر هذه الأعمال في رحلة للبحث عن اليقين. للاشارة فقد سبق لرابح محجوبي وأن نظم العديد من العروض بالجزائر وخارجها حيث تحصل على الجائزة الأولى لملصقة الرسم المتوسطي (1985) وكذا على الجائزة الأولى للرسم التي نظمتها وزارة المجاهدين (1985) والجائزة الثالثة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسوق أهراس طبعة .1999