من المشاكل العويصة التي لم يجد لها المسؤولون حلا ببلدية بوعنداس أقصى شمال غرب ولاية سطيف هو انعدام العقار الذي أدخل هذه المدينة العريقة في فوضى كبيرة وازدحام خانق طيلة أيام الأسبوع، إضافة إلى جهود العديد من المشاريع والتي تعد بنسبة 95 بالمئة كلها ملك للخواص، ما يرهن تحرك التنمية في الوجهة التي يخطط لها المسؤولون المحليون، ورغم أن بوعنداس تحظى بامتلاكها للطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولايتي سطيفوبجاية. إلا أن موقع البلدية الجبلي وانعدام نسق معماري وحضري منظم أصبح يغرق المدينة في قوقعة منغلقة على نفسها تصارع الطوابير اللامتناهية من المركبات بشتى أنواعها وتشنج أعصاب الركاب والراجلين بعدما أصبحوا يسيرون جنبا إلى جنب على كافة الطرق لانعدام الأرصفة من جهة ولضيق الطرقات التي لا يتعدى عرضها ال 3 أمتار، وهي في مجملها عبارة عن أزقة اجتاحتها سلع التجار من كل جهة في صورة توحي بانعدام المراقبة وانتشار السوق الموازية التي ازدادت حدتها هذه الأيام بفعل لجوء المتمدرسين إلى عرض بعض المنتوجات المحلية الفلاحية منها والتقليدية للبيع، لتصبح وتمسي مدينة مدينة بوعنداس على وقع طرق شبه مقطوعة وعلى أبواق السيارات والشاحنات. وإذا أخذتك الصدفة إلى هذه البلدية يوم السبت فإنه سيخال لك بأنك على أبواب مازار دخوله سهل والخروج منه ضرب من الخيال، لأنه اليوم الذي يصادف االسوق الأسبوعي للبلدية ويستقطب آلاف المواطنين على طول المقاطعة الشمالية الغربية امتدادا من ماوكلان إلى غاية بني وحلى الحدودية مع ولاية بجاية مرورا بكل من تالة إيفاسن، بوعنداس، آيت تيزي، آيت نوال مزادة، بوسلام، وهو ما يؤدي إلى غلق الشوارع الرئيسية بالسيارات والسلع المعروضة رغم تدخل رجال الدرك الوطني والحرس البلدي لتنظيم حركة السير، ناهيك عن مشكل توسع محال البيع على حساب الأرصفة التي تبقى منعدمة، ومن الصور التي تؤكد تأثير شبح العقار بالمنطقة هو استغلال مساحة في 3 مواقف، الأولى للسوق الأسبوعي بالسبت والثانية لسوق السيارات بالخميس، أما في باقي الأيام فتكون للسوق اليومي ولمحطة الحافلات، هذه الأخيرة التي تبقى مطلبا ملحا من طرف أصحاب الحافلات كما علمنا أن مشاريع المحال التجارية ومركز الأمن الحضري والمكتبة اعترضتها عوائق كبيرة لانعدام العقار.