في الوقت الذي كان فيه كل العالم يتحدث عن نبوءات ''القرنيط'' الألماني بخصوص تتويج إسبانيا بكأس العالم من أرض مانديلا على حساب الهولنديين، اختارت اليتيمة ببغاء عرّافا من دول جنوب شرق آسيا، عارض تنبؤات ''القرنيط'' مؤكدا تتويج الطواحين البرتقالية باللقب العالمي. وبعيدا عن تخريفات ''القرنيط'' الأماني والببغاء الآسيوي بخصوص نهائي كأس العالم الأوروبي لنهار اليوم ''بول''، فإن الظاهر أن الاعتقاد في ''القزانات'' في خطر، بعدما انتقلت هذه المهنة من العرافين البشر إلى العرّافين من الحيوانات في انحدار خطير لسلم القيم والموروث البشري، وما على العرّافين في العالم و''القزانين'' و''القزانات'' غير الاتحاد من أجل مواجهة هذا التعدي الحيواني غير المقبول على هذه المهنة الشريفة والشريفة جدا. ويبدو أن توجه البشر إلى العرافة الحيوانية له ما يبرره مع فشل ''شوّافي'' قورصو والثنية والجلفة واللزوطو وهم يخمنون بنهائي يجمع الجزائر بالبرازيل، وفي ألطف الحالات نهائي أفريقي أمريكي، وهو ما خابوا فيه وخيبوا الناس معه، وقبلهم عرافة الأندلس وهي تتنبأ بعودة الريال على حساب البارصا في البطولة الإسبانية. المهم من كل ما سبق أن التلفزيون راعى مشاعر الجزائريين وهو يفضل عرافة ''البيروكي'' الآسيوي على عرافة ''القرنيط''، الألماني من باب تعزيز التعاون جنوب جنوب، وتفضيل جمال الببغاء على بشاعة الأخطبوط الألماني، فضلا عن مساهمة اليتيمة في عدم خدش الحياء العام للجزائريين بعدم التطرق إلى اسم ''القرنيط'' الألماني ''بول'' وهو فعل أمر من أفعال المراحيض في الدارجة الجزائرية، وكل مونديال وحياؤنا بخير.