زائغ العينين..، متمردة، متسلط، سلبية، حاد الطبع. غيورة.. تلك بعض من الصفات التي تزعج الأزواج من بعضهما البعض، ما يتطلب منهما الكثير من الاجتهاد لتغييرها، أو الحد منها والوصول بأسرتهما إلى بر الأمان إذا كان يعنيه فعلا التوافق والوصول إلى الاستقرار في هذه الحياة الزوجية. والمشاكل بين الأزواج ليس بالضرورة لها أسباب كبيرة، فأكثر المشاكل التي تقع بين الزوجين تكون بسبب أمور وتصرفات صغيرة تصدر من الطرف الآخر بدون قصد، ولكن يكون لها أثر كبير على الجانب الآخر. نسيمة سيدة في الثلاثينات من عمرها، تعيش في العاصمة، قبل عامين اقترنت بقريب لها وقد ألف الله بين قلبيهما وأثمر زواجهما عن طفلين بهيي الطلعة. الحياة الزوجية في تفاصيلها مع زوجها تسير على مبدأ ''امشي واسكت''، فكثير من المشكلات تعكر صفو حياتهما المشتركة، وسببها الرئيسي تمسك زوجها بعادات تزعجها منه، تؤكد نسيمة أنها على مدار العامين السابقين تعاني من بعض تصرفات وسلوكيات زوجها، لكنها تتحلى بالصبر عسى أن يغيرها أو يقلل منها لكن دون جدوى، تقول:''يزعجني كثيراً تسلط زوجي وتفرده بالرأي دون مناقشتي''. لافتة إلى أنها كثيراً ما تفاجئ به يتخذ قرارات بمنأى عنها، وتسمع أخبار تلك القرارات من المقربين منه، وتؤكد أنها حاولت الحديث إليه مراراً أن يعدل من سلوكه، لكن دون جدوى على الدوام فهو مقتنع أنه الأقدر على اتخاذ القرار، وتوضح أن ذلك مجرد عادة اكتسبها من طبيعة المجتمع الذي نشأ فيه، وأنها تحاول احتوائه، فأحياناً تنجح وأحياناً تخفق. الزوج زائغ العينين ولعل أكثر ما يزعج مريم من سلوكات زوجها أنه ''زائغ العينين''، ويزيد انزعاجها منه عندما يأتي ليحدثها عن مغامراته قبل الزواج، وعدد الفتيات اللاتي تعرف عليهن في الجامعة، وكم كنَّ معجبات به! لكنه لم يختر منهنّ واحدة، وتضيف: ''تشتعل النار بقلبي عندما أكون معه في أي موقف، وأجده يبصر الفتيات في الشارع''، تؤكد أنها حاولت أن تغير ذلك السلوك فيه إلا أنها لم تستطع، واختارت عدم الخروج معه كي تستمر الحياة بينهما. لافتة إلى أن ذلك يؤثر على نفسيتها كثيراً إذ تشعر أنه غير راض عنها، وتتابع أنها في كل مرة تصارحه بضيقها، يعدها بألا يكرر فعلته، لكنه يهدأ قليلاً ثم يعود مجدداً لما كان عليه. الانتقاص من قدر المرأة ومن أكثر الأشياء التي تزعج الزوجات قالت حورية بالنيابة عنهن: ''اعتبار المرأة أقل مكانة من الرجل، وهذه الفكرة التي تسيطر على عقول الرجال من الصعب تغييرها؛ لأنها فكرة سيطرت على عقول العالم على مر العصور والمجتمعات حتى أكثر الشعوب تطورا تعاني من التمييز ضد المرأة؛ مما يجعل المرأة تعاني نفسيا واجتماعيا واقتصاديا من الجور الواقع عليها. كما أن أكثر ما يزعج الزوجة من زوجها، تعدد العلاقات واعتبار علاقاته كرجل عبر الإنترنت أمر عادي، فهو يعتقد أن من الحقوق التي يمنحها المجتمع للرجل الحرية في تعدد العلاقات النسائية. أما سمية فأكثر ما يزعجها من زوجها كتمانه الشديد، فهو يعتبر أي حدث يخصه أو يخص أسرته سرا لا يمكن أن يفشيه لشخص حتى لو كان هذا الشخص زوجته، لذلك تشعر بالغموض في تعاملها معه، خصوصا أنه يعتبر أن من حقه الاطلاع على خصوصياتها كزوج، فهو يقوم بالبحث في الجوال عن الأرقام الجديدة، ويغضب عندما تغير الرقم السري للإيميل أو لبطاقة الصراف الخاصة بها. وما الذي يرفع ضغط الأزواج؟ أما الرجال فينزعجون من أمور مختلفة تماما عن النساء، فإذا استمعنا إلى الزوج سليم 35 عاماً، فهو يؤكد أنه يعاني كثيرا من سلبية زوجته، فهي لا تهتم بأكثر من واجباتها الأساسية من مراعاة أمور المنزل والأولاد والزيارات الاجتماعية للأقارب في المناسبات فقط، بينما إقامة علاقات الصداقة مع زوجات الأصدقاء أو الجيران فهي تغض الطرف عنها، والسبب لديها أن الاختلاط بالناس لن يجر على قلبها وحياتها إلا الألم، خاصة في ظل العادة السائدة لدى النساء الثرثرة وفضح الأسرار، ويقول الرجل: ''كثيرا ما طالبتها بود الناس والتعاطي معهم، خاصة عندما ألمس نظراتهم لها بأنها متعالية وغير اجتماعية وجافة''، ويلفت أن سلبيتها لا تقتصر على العلاقات الاجتماعية، بل تتعداها إلى عدم الشعور به، فإذا ما وجدته معكر المزاج لا تقترب منه خشية أن يزعجها بكلمة ويضيف:''وقتها ورغم ضجري وضيق صدري أكون بحاجة لها لكنها لا تبادر بالسؤال''. أما عبد العالي وهو زوج على أعتاب الأربعينيات من عمره، ويقطن في شرق الجزائر، فيشير إلى أن أكثر التصرفات التي تزعجه في زوجته غيرتها اللا محدودة، وتمردها على الواقع الذي تعيشه، فهي دائماً تكيل له بمكيالين خاصة بعدما فقد عمله، يشير إلى أنها تغار من نساء أشقائه، وتريد أن يوفر لها بإمكاناته البسيطة ما يوفره أشقاءه لزوجاتهم، مؤكداً أن ذلك صعب بالنسبة له؛ فهو لا يملك عملاً وفقط يحمل شهادة متوسطة، ويتابع تارةً تريد أن تعمل وتترك صغارها في رعاية والدتي! وتارةً أخرى تريد أن تستقل في بيت ويستدرك ''لا أنكر أن ذلك حق لها ولكن قصر ذات اليد يمنعني''.