ينتظر أن يحل اليوم بالجزائر مستشار الدولة للجمهورية الصينية داي بينغو في إطار زيارة رسمية للجزائر تدوم ثلاثة أيام استجابة لدعوة وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، والتي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في مجال الاقتصاد والتقنية والتعليم العالي. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن داي بينغو سيبدأ زيارة رسمية للجزائر ستدوم ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الثلاثاء بدعوة من عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن الزيارة تندرج في خانة التشاور السياسي بين البلدين وتوطيد علاقات التعاون. وأبرز البيان ذاته أن حلول المسؤول الصيني بالجزائر سيكون فرصة ل ''بحث مدى تنفيذ القرارات والتوصيات التي أخذتها السلطات العليا للبلدين في مجال التعاون الثنائي ومواصلة الحوار حول عدة مسائل إقليمية ودولية ذات مصلحة مشتركة''، مبينا أنه سيتم التوقيع بمناسبة هذه الزيارة على بروتوكول تعاون اقتصادي وتقني وبرنامج تبادل في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤولي صيني رفيع المستوى بعد تلك التي قام بها وزير الخارجية يانغ جايشي مطلع هذا العام، حينما تم الإعلان عن توقيع اتفاق اقتصادي، إضافة إلى آخر يتصل بتبادل المساعدة في مجال القضاء المدني والتجاري، وهي الزيارة التي تعكس التطور المتواصل للعلاقات بين البلدين التي ترجع سياسيا إلى فترة الخمسينيات، واقتصاديا ازدادت تطورا منذ بداية هذا القرن خاصة من خلال البرامج الخماسية التي أطلقتها الجزائر في عامي 2001 و2005 لتطوير وتحديث البنية التحتية الأساسية والتي تجسدت في مجالي الأشغال العمومية والسكن والعمران ما مكن من تطور المبادلات التجارية في الفترة الأخيرة إلى أكثر 4,5 مليار دولار، مقابل 434 مليون دولار سنة .2002 وشكلت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني السابق هو جين تاو إلى الجزائر عام 2004 دفعا قويا للعلاقات بين البلدين، حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين بعدها، حيث وصل إلى 4 ,46 مليارات دولار العام 2009 بزيادة نسبتها 8,8 في المائة عن العام ,2008 في حين تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في الجزائر 900 مليون دولار بحسب السفارة الصينية في الجزائر. وتفيد إحصاءات وزارة التجارة الصينية إلى بلوغ قيمة التجارة الثنائية 3.828 مليار دولار أميركي في عام ,2007 بزيادة 83 بالمائة مقارنة مع عام ,2006 وارتفعت صادرات الصين إلى الجزائر إلى 2.688 مليار دولار، بينما سجلت وارداتها من ذلك البلد 1.140 مليار دولار، وتتحدث بعض الأرقام عن وجود نحو 40 شركة صينية كبيرة توسع الآن في الجزائر أعمالها، والتي تمس قطاعات إنجاز الطرق والمباني إلى الاتصالات والطاقة وموارد المياه والنقل. وسبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن قال في أحد تصريحاته الصيف الماضي أن العلاقات الجزائرية-الصينية أصبحت تكتسي ''طابعا استراتيجيا'' باعتبار أنها تتميز بالثقة والدوام والشمولية وتوازن المصالح، مشددا وقتها على أهمية توسيع نطاق التعاون بين الجزائر والصين خارج قطاع المحروقات، ليشمل باقي القطاعات المتعلقة أساسا بالتصنيع وبناء المنشآت القاعدية.