اقصت ادارة مهرجان الأسكندرية قبل أربعة أيام فقط من افتتاح التظاهرة فيلم ''كل ما تريده لولا'' للمخرج المغربي نبيل عيوش من الفعاليات، وهو الفيلم الذي تم اختياره لحفل افتتاح المهرجان. وبررت الناقدة ايريس نظمي رئيسة المهرجان سبب إلغاء الفيلم المغربي ''كل ما تريده لولا'' الى عرض هذا الاخير في عدة مهرجانات عربية خلال السنة الماضية كمهرجان دبي ومهرجان ابو ظبي وعليه لا يمكن ان يفتتج المهرجان بفيلم قديم. تقول اريس موضحة، إنه لا توجد أي مشكلة إطلاقا في تغيير هذا الفيلم بفيلم جديد يليق بمقام التظاهرة، ومن المنتظر ان يفتتح مهرجان الاسكندرية باحد الفيلمين ''ممثلات'' للمخرجة الفرنسي افاليريا بروني شقيقة زوجة الرئيس الفرنسي كارلا بروني ساركوزي، او فيلم ''أعز ما عندي'' للاسباني روزير أجيلار، الفيلمان اللذان اختارتهما هيئة المهرجان كبديل للفيلم المغربي ''كل ما تريده لولا'' . وفي الوقت الذي تبرر به هيئة المهرجان سبب اقصائها للفيلم المغربي من فعاليات التظاهرة بحجة عرضه في المهرجانات السابقة، تتجه اراء النقاد الى تفسير هذا الاقصاء باحتواء الفيلم المغربي على مشاهد ساخنة ومعالجته لموضوع الشذوذ الجنسي بمصر، وهو ما اكده المخرج المغربي نبيل عيوش، غير ان رئيسة المهرجان نفت ذلك قائلة ''إن كل الأفلام السينمائية تضم مشاهد ربما يعتبرها البعض غير لائقة لكن هذا لا يمنع مشاركتها في أي مهرجان، نافية أن يكون وراء تغيير الفيلم معايير أخلاقية. ويدور الحديث في القاهرة حاليا حول مكالمة عاصفة جرت بين النجم القدير محمود ياسين والسيناريست ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية المنظمة للمهرجان ترتب عنها القرار المفاجئ باستبعاد الفيلم المغربي عن حفل افتتاح مهرجان الاسكندرية، قال فيها ياسين لليثي إن الفيلم الذي اختاروه لافتتاح يسيء إلى مصر والمصريين ويظهرهم دعاة فسق وفجور. ويحكي فيلم ''كل ما تريده لولا'' قصة فتاة أمريكية تعشق الرقص الشرقي وتبدأ في تعلمه حتى تصبح إحدى أهم نجماته، و''لولا'' شابة أمريكية تبلغ من العمر 52 عاما تقطن في نيويورك، صديقها الحميم مصري من الشواذ الجنسيين يدعى يوسف، هاجر لنفس المدينة حتى يعيش الحياة التي يرغب فيها وفي أحد المطاعم التي يعمل فيها يوسف تلتقي لولا رجلا مصريا آخر يدعى زاك تتكون علاقة بينهما لكن زاك يهجرها ويعود إلى القاهرة بعد أن تبين له أن الفروق الثقافية حالت بينهما. لكن'' لولا'' التي شغفها زاك حُبا قررت من وحي اللحظة اللحاق به وعند وصولها القاهرة، خاب أملها في موقف زاك وبرودة مشاعر الاستقبال التي لاقتها من عائلته فقررت الشابةالأمريكية للتو العثور على أسهمان الراقصة المصرية الشهيرة وكان لقاؤهما الذي قلب حياتهما رأسا على عقب وفتت الأفكار المسبقة التي تحملانها، هو لحظة التوافق والحوار بين الثقافات الذي حدد معالم رسالة الفيلم كله. وتتطور بعدها الأحداث التى تدور بين نيويوركوالقاهرة الذين يشكلان للمخرج طرفي الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب وعبر الحوارات والمواقف تبرز مجموعة من الأفكار التي تؤكد أن مقابل الغرب الذي هو حرية مطلقة هنالك شرق يعيش الاضطهاد النفسي والإضطهاد المجتمعي. وشارك المخرج نبيل عيوش في وضع السيناريو للفيلم كل من ناتالي سوجون وجينهاوكسلي وكلف الفيلم عشرة ملايين يور وهو من انتاج شركة ''باتيه'' الفرنسية ويعد اغلى فيلم في تاريخ السينما المغربية. وشارك فى بطولته ممثلون من 5 دول هم الأمريكية لورا رامزي واللبنانية كارمن لبس والأردني أسعد بواب والتونسيان هشام رستم وهند صبري ومن مصر مريم فخر الدين التي تؤدي دور مديرة ''برج القاهرة'' حيث تقدم العروض الفنية الراقصة.