أصيب عشرة أساتذة متعاقدين بقصور كلوي حاد نتيجة الإضراب عن الطعام الذي كانوا قد شنوه منذ 41 يوما وعلقوه أول أمس إلى ما بعد رمضان. هذا ويعاود اليوم وللمرة الرابعة الأساتذة المتعاقدون اعتصامهم بعد أن علقوا إضرابهم عن الطعام أمام رئاسة الجمهورية، إلى جانب تنظيم كل أسبوع اعتصامات محلية أمام مديريات التربية، وكل شهر اعتصام وطني أمام وزارة التربية الوطنية. وأكدت مريم معروف أن تعليقهم للإضراب لا يعني تخليهم عن مطالبهم المهنية والاجتماعية المتمثلة في ضرورة إدماجهم في مناصبهم، ملفتة إلى أنهم سيستأنفون الحركة الاحتجاجية مباشرة بعد شهر رمضان المبارك. وأبرزت المكلفة بالإعلام لمجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين أن خروجهم بقرار تعليق الإضراب كان بعد أن سجلو تدهورا صحيا خطيرا لبعض المضربين، كاشفة في هذا السياق عن تسجليهم إصابة عشرة أساتذة متعاقدين بقصور كلوي وصل حد تبولهم الدم، وهو الأمر الذي جعل المجلس يتصل بأهالبهم لنقلهم أول أمس إلى بيوتهم نظرا لعدم قدرتهم على الذهاب بمفردهم، حيث انخفضت أوزانهم بأكثر من 67 في المائة، واضطربت أجهزتهم البولية، وأصبحوا غير قادرين على سماع الأصوات أو التحرك، إضافة إلى أنهم صاروا يعانون من صعوبة في التنفس وانخفاض لنسبة السكر في الدم. وفندت مريم معروف في الندوة الصحفية التي عقدتها أول أمس أن يكون تعليق الإضراب استسلاما من طرف الأساتذة المتعاقدين وتخليهم عن مطالبهم المتمثلة في ضرورة إدماجهم في مناصبهم الشاغرة، إنما هذا حسبها إستراتيجية وخطة عمل اتفقوا عليها كون أن هدفهم هو الإدماج، وليس الموت. كما يأتي تعليق إضراب الأساتذة بعد خمسة أيام من إعلان وزارة التربية عدم اعترافها بالإضراب الذي يقوم به الأساتذة المتعاقدين، حيث أكد الأمين العام للوزارة الذي نشط ندوة صحفية خاصة بقضية الأساتذة المتعاقدين أن هؤلاء الأساتذة قد فقدوا صفة الانتساب إلى قطاع التربية بعد نهاية شهر جوان وأصبحوا مواطنين عاديين بعده، وفقا للعقد الذي يربطهم مع الوزارة، مبينا في الوقت ذاته أن الوزارة لن تمنحهم صفة تفضيلية ولن تقوم بإدماجهم ،نظرا لأن القوانين لا تسمح بذلك، إلا إذا شاركوا في مسابقات التوظيف التي فتحتها الوزارة والتي توفر ما يقارب 27 ألف منصب جديد.