تسببت الأمطار الطوفانية المتهاطلة والمتبوعة برياح قوية مساء أمس الأحد في تسجيل خسائر مادية معتبرة قدرت بالملايير، كما تسببت هذه الرياح في انهيار عدة منازل بحي النسيم وتسرب السيول إلى معظم البنايات وانسداد معظم الطرقات التي غمرتها السيول الجارفة وانسداد كامل البالوعات التي لم تعد قادرة ولا صالحة لشيء سوى أنها أصبحت عبارة عن مطبات وحفر عميقة تراكمت بها الأوساخ والأوحال والتي لم تعد قادرة على القيام بدورها. رغم ما شهدته المدينة في وقت سابق من أشغال في إعادة التهيئة التي كلفت الولاية المليارات التي لم يمض عليها وقت طويل إلا وتأتي هذه الموجة لتكشف عيوب تلك المشاريع التي تعكس حقيقة انجازاتها، مبرزة غض طرف المسؤولية في دور الرقابة والمتابعة التقنية لها لتتحول المدينة إلى بركة من الأوحال وتجعل منها مدينة منكوبة من دون شك. وقد تنقلت ''الحوار'' لمعاينة بعض الأماكن إن لم نقل جلها فكانت بدايتها بحي بيوت هشة وبها مسكن منكوب مئة بالمئة جراء سقوط جدرانه لحسن الحظ لم يخلف أي ضحايا، ثم إلى حي 748 سكن بطريق العزار هذا الطريق المغلق بسبب تراكم الحجارة والأوحال بالقرب من الأمن الحضري الرابع بنفس الحي وجدنا منزلين لصاحبهما فالق وغزال في وضع كارثي حقيقي جراء تدفق السيول داخل منازلهم التي جرفت كل ما هو موجود داخلها من مؤونة وأثاث وملابس. ثم انتقلنا إلى حي السكن التطوري الذي يشهد نفس الكارثة في غياب أي تدخل من الجهات الوصية ما عدا تضافر وتضامن المواطنين الذين أنقذوا عجوزا حاصرتها مياه السيول داخل منزلها. المشاهد نفسها عرفتها أحياء كل من بوجلبانة، كوسيدار، وحي الحسناوي هذه الأحياء تضررت كثيرا بفعل تساقط الأمطار جراء تجمع المياه بها في كل مكان، حيث تحولت إلى برك ومستنقعات وانهيار بعض الجدران التابعة لسكنات الجيش الوطني الشعبي وانهيار بعض أسقف المنازل بعدة أحياء. مصالح الحماية المدنية بدورها سخرت كل إمكانياتها المادية والبشرية كما استنجدت بوحداتها المجاورة من كل من مدينة قايس والمحمل لإنقاذ العديد من مؤسسات الدولة التي غمرتها السيول، كا علمت ''الحوار'' بأن والي الولاية ترأس اجتماعا طارئا وتشكيل خلية أزمة للإعلان عن الخسائر التي مست أيضا العشرات من رؤوس الأغنام والمواشي بالمناطق المجاورة لخنشلة.