أعرب السفير الفنزويلي لدى الجزائر السيد ميشال موخيكا عن أمله في أن يكون شهر سبتمبر القادم فرصة للإقلاع بالتعاون بين الجزائر وكركاس، وقال المتحدث إن بلاده تأمل في تسريع التعاون التجاري والاستثمارات مع الجزائر، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك أكبر احتياطي من البترول في العالم متفوقة على العربية السعودية في هذا المجال، كما نوه بالوقفة التي اعتبرها ''تاريخية'' للجزائر بين العامين 2002 و 2003 حين أرسلت الخبراء في مجال البتروكيمياء من مؤسسة سوناطراك من أجل تسيير المركبات البترولية الفنزويلية بعد نشوب الأزمة بين بلاده والولايات المتحدةالأمريكية. وجاءت هذه التصريحات لسفير كاركاس ردا على سؤال طرحته عليه ''الحوار'' أمس الأول الخميس في الندوة الصحفية التي عقدها بمقر السفارة الفنزويلية بالعاصمة والتي تمحورت حول تداعيات الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين فنزويلا وكولومبيا بعد الاتهامات التي أطلقتها بوغوتا يوم 22 جويلية الفارط على لسان سفيرها لدى منظمة الدول الأمريكية والتي أكد من خلالها إيواء كاركاس لمتمردين كولومبيين يساريين، وهو الإجراء الذي دعا الرئيس هيغو شافيز لاستدعاء السفير الفنزويلي وتهديده بقطع العلاقات الدبلوماسية احتجاجا على هذه الاتهامات.وكان السفير ميشال موخيكا قد استرسل في توضيح أسباب وجذور الخلاف الفنزويلي الكولمبي في حديثه للصحفيين، والذي أرجعه 60 سنة خلت، مشيرا إلى ضلوع الأيادي الأمريكية وراءه والتي دبرت العديد من المحاولات للإطاحة بنظام هيغو شافيز الذي بقي صامدا أمام الكثير من المحاولات التي تقودها مصالح الخارجية الأمريكية ضد كاركاس التي لم تذعن أبدا للشروط الأمريكية.واستشهد المتحدث بالعديد من التصريحات المعبر عنها من طرف رؤساء الدول وممثلين دبلوماسيين، كانوا قد أبدوا تضامنهم مع بلاده في إطار الحملة الكولومبية ومن بينها تصريحات الرئيس البرازيلي لويس ايناثيو لولا دا سيلفا الذي دعا لانتظار تنصيب الرئيس الكولومبي الجديد في ال7 من الشهر الجاري من أجل التوصل إلى حل سلمي، بالإضافة إلى الرئيس النيكارغوي دانيال اورتيغا، الرئيس الاكواتوري رافايل كوريا والرئيس الوليفي ايفو مورالس وغيرها من التصريحات. وأكد السيد موخيكا التزام بلاده الشديد بالسلام في القارة الأمريكية كما كافة أرجاء العالم، في ذات الوقت أكد أن بلاده مستعدة للدفاع عن سيادتها، وقال إن سياسة بلاده الخارجية كانت وما تزال تعتمد على عدم التدخل في شؤون الغير، وأن ما يحدث في كولومبيا هو شأن داخلي وصراع يعود ل60 سنة مضت والذي يؤثر على الشعب الكولومبي والذي خلف مقتل عشرات الآلاف من الكولومبيين، فضلا عن نزوح وهجرة الملايين من الناس إلى يومنا هذه. وحين سئل عن آماله في انتخاب الرئيس الجديد لكولومبيا قال ''إننا نأمل في أن يكون ذلك فرصة لعودة الاحترام المتبادل بين البلدين، كما أننا نأمل من خلال الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها لهذا النزاع من أجل وضع حد للعنف ومعاناة الشعب الكولومبي، والتي من بينها اكتشاف 2000 جثة مؤخرا في قبر جماعي لم يوجد له مثيل في قارتنا الأمريكية''.كما أوضح المتحدث أن كاركاس اكتشفت قبل سنوات مخططا وصفه ''بالخطير'' لاغتيال شخصيات ومسؤولين حكوميين وفي المعارضة من أجل قلب النظام في فنزويلا، حيث تم اعتقال 200 عسكري من المظليين الكولومبيين يرتدون ألبسة عسكرية فنزويلية، حيث تم إحالتهم على العدالة الفنزويلية.جدير بالذكر أن حكومة فنزويلا رفضت اتهامات كولومبيا، واستدعت سفيرها لديها احتجاجا على هذه الاتهامات، معتبرة أنها تستهدف إفساد الجهود الرامية إلى إصلاح العلاقات المتوترة بالفعل بين الجانبين.وقال الرئيس شافيز إنه لن يحضر تنصيب الرئيس الكولومبي المنتخب حديثا خوان مانويل سانتوس يوم 7 أوت، وحذر من أنه يمكن أن يقطع علاقة بلاده مع كولومبيا إذا استمر الرئيس المنتهية ولايته ألفارو أوريبي في هذه الاتهامات. وأضاف شافيز أنه لن ينساق وراء الاستفزازات مشيرا إلى أنه سيعطي الرئيس الكولومبي المنتخب سانتوس فرصة لتنفيذ نواياه لتحسين علاقات البلدين.