شرع بولاية ورقلة في إعداد دراسة نموذجية حول التسمم العقربي تمتد على فترة الأربعة أشهر التي تشكل ذروة الإصابات بلسعات العقارب حسبما أفادت به مديرية مستشفى محمد بوضياف بذات الولاية، وتشارك في هذه الدراسة التي تمتد من بداية شهر جوان إلى غاية نهاية شهر أوت فرق طبية مكونة من أطباء عامين وأخصائيين في الإنعاش من ولايتي ورقلة و الجزائر إلى جانب أعوان الشبه الطبي. وتشمل الدراسة -حسب نفس المصدر- المعاينة الطبية والبيولوجية والتسممية و المناعية التي يتم إجراؤها مباشرة على المرضى مع العلم أن جانبا من التحاليل الخاصة بالتسمم تجرى على مستوى مركز التسمم بمعهد باستور بالجزائر، ويفترض أن تفضي هذه الدراسة إلى عدة إجراءات تتعلق بالتكفل بالتسمم العقربي وإلى التعرف أفضل على تطور المرض فضلا عن ملائمة وتكييف الجانب الوقائي والتكفل الطبي. وأشارت مديرية مستشفى محمد بوضياف بأن هناك دراسة أخرى مماثلة لهذه الدراسة النموذجية يتم إجراؤها بولاية بسكرة حيث ينتظر أن يتم توسيع هذه الدراسة وفق النتائج المتوصل إليها لتشمل مناطق أخرى من الوطن، كما تأتي هذه الدراسة لتكمل وتعزز مسار التكفل بالتسمم العقربي حيث تعد بمثابة وثيقة مرجعية حاليا إذ تأتي لتتوج مسارا كاملا من التكفل بالتسمم العقربي والذي جرى إطلاقه سنة 1980 منذ أن تم تصنيف هذا المرض في خانة الأمراض الخطيرة التي تهدد الصحة العمومية من طرف السلطات الوصية. وخلال هذا المسار تم -حسب نفس المديرية- تنظيم عدة ندوات متخصصة بكل من ولايات ورقلةالواديوبسكرة خصوصا. وذكر نفس المصدر أنه ''منذ ذلك الحين تم تسجيل انخفاض في نسبة الوفيات بفضل تحسن التكفل الطبي، لكن قد يكون ذلك راجعا كذلك إلى طبيعة مصل السم المضاد للعقارب الذي يصنع في الجزائر، وقد تراجعت نسبة الوفيات بفعل التسمم العقربي على مستوى الوطن من نسبة 45 بالمائة سنة 1991 إلى 20 بالمائة ثم إلى نسبة 15 بالمائة سنة 2008 حسبما ذكره نفس المصدر. وتم حساب هذه النسبة على عينة تقدر ب 4.000 لسع عقربي سنويا من أصل 100.000ساكن بالنسبة لولايات الجنوب الشرقي التي تعرف بكثرة الإصابات بالتسمم العقربي و كذا على عينة تقدر ب 1.000 لسع عقربي سنويا من أصل 100.000 ساكن بالنسبة لولايات أخرى الأقل عرضة للتسمم العقربي وقد تسبب التسمم العقربي منذ بداية 2010 إلى غاية نهاية شهر جويلية في إصابة 973 حالة تسمم عقربي سجل منها حالتا وفاة بولاية ورقلة مقابل 1.289 لسع عقربي أدت إلى ثلاثة وفيات في السنة الماضية وفق نفس المصدر، وشددت مديرية مستشفى محمد بوضياف بورقلة بالمناسبة على أهمية الجانب الوقائي في مكافحة التسمم العقربي من خلال المحافظة المستمرة على نظافة المحيط وتعميم الإنارة العمومية ومتابعة عمليات جمع العقارب بهدف إنتاج المصل المضاد لهذا التسمم الخطير مؤكدة على أهمية التعجيل بنقل المصابين فور تعرضهم للسع العقربي إلى الهياكل الصحية.